٦

وقوله سبحانه والذين يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم الآية لما رمى هلال بن امية الواقفى زوجته بشريك بن سحماء عزم النبى صلى اللّه عليه و سلم على ضربه حد القذف فنزلت هذه الآية حسبما هو مشروح فى الصحاح فجمعهما صلى اللّه عليه و سلم فى المسجد وتلاعنا وجاء ايضا عويمر العجلانى فرمى امرأته ولاعن والمشهور ان نازلة هلال قبل وانها سبب الآية والأزواج فى هذه الآية يعم المسلمات والكافرات والإماء فكلهن يلاعنهن الزوج للانتفاء من الحمل وتختص الحرة بدفع حد القذف عن نفسها وقرأ السبعة غير نافع ان لعنه وان غضب بتشديد ان فيهما ونصب اللعنة والغضب والعذاب المدرأ فى قول الجمهور هو الحد وجعلت اللعنة للرجل الكاذب لأنه مفتر مباهت فأبعد باللعنة وجعل الغضب الذى هو اشد على المرأة التى باشرت المعصية بالفعل ثم كذبت وباهتت بالقول واللّه اعلم واجمع مالك واصحابه على وجوب اللعان بادعاء الرؤية زنا لاوطء من الزوج بعده وذلك مشهور المذهب وقال مالك ان اللعان يجب بنفى حمل يدعى قبله استبراء والمستحب من الفاظ اللعان ان يمشى مع ترتيب القرءان ولفظه فيقول الزوج اشهد باللّه

لرأيت هذه المرأة تزنى وانى فى ذلك لمن الصادقين ثم يقول فى الخامسة ولعنة اللّه على ان كنت من الكاذبين واما فى لعان نفى الحمل فيقول ما هذا الولد منى وتقول المرأة اشهد باللّه ما زنيت وانه فى ذلك لمن الكاذبين ثم تقول غضب اللّه علي ان كان من الصادقين فان منع جهلهما من ترتيب هذه الألفاظ واتيا بما فى معناها اجزأ ذلك ومشهور المذهب ان نفس تمام اللعان بينهما فرقه ولا يحتاج معها الى تفريق حاكم وتحريم اللعان ابدى باتفاق فيما احفظ من مذهب مالك وجواب لولا محذوف تقديره لكشف الزناة بأبسر من هذا  لأخذهم بعقابه ونحو هذا

وقوله تعالى إن الذين جاءو بالإفك الآية نزلت فى شأن ام المؤمنين عائشة رضى اللّه عنها ففى البخارى فى غزوة بنى المصطلق عن عائشة رضى اللّه عنها قالت وانزل اللّه العشر الآيات فى براءتى ان الذين جاءو بالإفك الآيات والإفك الزور والكذب وحديث الإفك فى البخارى ومسلم وغيرهما مستوعب والعصبة الجماعة من العشرة الى الأربعين

وقوله سبحانه لا تحسبوه خطاب لكل من ساءه ذلك من المومنين

وقوله تعالى بل هو خير لكم معناه انه تبرئه فى الدنيا وترفيع من اللّه تعال فى ان نزل وحيه بالبراءة من ذلك واجر جزيل فى الآخرة وموعظة للمؤمنين فى غابر الدهر واكتسب مستعملة فى المأثم والإشارة بقوله تعالى والذى تولى كبره هي الى عبد اللّه بن ابى ابن سلول وغيره من المنافقين وكبره مصدر كبر الشىء وعظم ولكن استعملت العرب ضم الكاف فى السن

وقوله تعالى لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا الآية الخطاب للمؤمنين حاشى من تولى كبره وفى هذا عتاب للمؤمنين اي كان الانكار واجبا عليهم ويقيس فضلاء المؤمنين الأمر على انفسهم فإذا كان ذلك يبعد فيهم فأم المؤمنين ابعد لفضلها ووقع هذا النظر السديد من ابى ايوب

وامرأته وذلك انه دخل عليها فقالت له يا ابا ايوب اسمعت ما قيل فقال نعم وذلك الكذب أكنت انت يا ام ايوب تفعلين ذلك قالت لا واللّه قال فعائشة واللّه افضل منك قالت ام ايوب نعم فهذا الفعل ونحوه هو الذى عاتب اللّه فيه المؤمنين اذ لم يفعله جميعهم والضمير فى قوله لولا جاءو اللذين تولوا كبره

﴿ ٦