١٠

وقوله تعالى واذ نادى ربك موسى التقدير واذكر اذ نادى ربك موسى وسوق هذه القصة تمثيل لكفار قريش فى تكذيبهم النبى صلى اللّه عليه و سلم

وقوله فأرسل الى هارون معناه يعيننى ولهم علي ذنب يعنى قتله القبطى

وقوله تعالى كلا ردا لقوله انى اخاف اي لا تخف ذلك وقول فرعون لموسى الم نربك فينا وليدا هو على جهة المن عليه والاحتقار اي ربيناك صغيرا ولم نقتلك فى جملة من قتلنا ولبثت فينا من عمرك سنين فمتى كان هذا الذى تدعيه ثم قرره على قتل القبطى بقوله وفعلت فعلتك والفعلة بفتح الفاء المرة

وقوله وانت من الكافرين يريد وقتلت القبطى وانت فى قتلك اياه من الكافرين اذ هو نفس لا يحل قتلها قاله الضحاك  يريد وانت من الكافرين بنعمتى فى قتلك اياه قاله ابن زيد ويحتمل ان يريد وانت الان من الكافرين بنعمتى وكان بين خروج موسى عليه السلام حين قتل القبطى وبين رجوعه نبيا الى فرعون احد عشر عاما غير اشهر

وقوله قال فعلتها اذا من كلام موسى والضمير فى قوله فعلتها لقتله القبطى

وقوله وانا من الضالين قال ابن زيد معناه من الجاهلين بأن وكزتى اياه تأتى على نفسه وقال ابو عبيدة معناه من الناسين ونزع بقوله ان تضل احداهما وفى قراءة ابن مسعود وابن عباس وانا من الجاهلين ويشبه ان تكون هذه القرءاة على جهة التفسير وحكما يريد النبوءة وحكمتها

وقوله وجعلنى من المرسلين درجة ثانية للنبوءة فرب نبىء ليس برسول

وقوله وتلك نعمة تمنها على الآية قال قتادة هذا من موسى على جهة الانكار على فرعون كأنه يقول  يصح لك ان تعد على نعمة ترك قتلى من اجل انك ظلمت بنى اسراءيل وقتلتهم اي ليست بنعمة لأن الواجب كان الا تقتلنى ولا تقتلهم ولا تستعبدهم وقرأ الضحاك وتلك نعمة

ما لك ان تمنها على وهذه قراءة تؤيد هذا التأويل وقال الطبرى والسدى هذا الكلام من موسى عليه السلام على جهة الاقرار بالنعمة كأنه يقول نعم وتربيتك نعمة على من حيث عبدت غيرى وتركتنى ولكن ذلك لا يدفع رسالتى ولما لم يجد فرعون حجة رجع الى معارضة موسى فى قوله ومارب العالمين واستفهمه استفهاما فقال موسى هو رب السموات والارض الآية فقال فرعون عند ذلك الا تستمعون على معنى الاغراء والتعجب من شنعة المقالة اذ كانت عقيدة القوم ان فرعون ربهم ومعبودهم والفراعنة قبله كذلك فزاده موسى فى البيان بقوله ربكم ورب ءابائكم الاولين فقال فرعون حينئذ على جهة الاستخفاف ان رسولكم الذى ارسل اليكم لمجنون فزاده موسى فى بيان الصفات التى تظهر نقص فرعون وتبين انه فى غاية البعد عن القدرة عليها وهى ربوبية المشرق والمغرب ولم يكن لفرعون الاملك مصر ولما انقطع فرعون فى باب الحجة رجع الى الاستعلاء والتغلب فقال لموسى لئن اتخذت الها غيرى لاجعلنك من المسجونين وفى توعده بالسجن ضعف لأنه خارت طباعة معه وكان فيما روى انه يفزع من موسى فزعا شديدا حتى كان لا يمسك بوله وكان عند موسى من امر اللّه والتوكل عليه مالا يفزعه توعد فرعون فقال له موسى على جهة اللطف به والطمع فى ايمانه  لو جئتك بشىء مبين يتضح لك معه صدقى فلما سمع فرعون ذلك طمع ان يجد اثناءه موضع معارضة فقال له فات به ان كنت من الصادقين فالقى موسى عصاه فاذا هى ثعبان مبين على ما تقدم بيانه ونزع يده من جيبه فاذا هى تتلألأ كأنها قطعة من الشمس فلما رأى فرعون ذلك هاله ولم يكن له فيه مدفع غير انه فزع الى رميه بالسحر

وقوله يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحرة تقدم بيانه وكذلك قولهم وابعث فى المدائن حاشرين ياتوك بكل سحار عليم تقدم بيانه

وقوله تعالى قال نعم وانكم اذا

لمن المقربين يريد بتقريبهم الجاه الزائد على العطاء الذى طلبوه

﴿ ١٠