| ٩وقوله تعالى والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم اخبار عن المؤمنين المهاجرين الذين هم فى اعلى رتبة من البدار الى اللّه تعالى نوه بهم عز و جل وبحالهم ليقيم نفوس المتخلفين عن الهجرة وهم الذين فتنهم الكفار ولنجزينهم احسن اي ثواب احسن الذى كانوا يعملون وقوله تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما روى عن قتادة وغيره انها نزلت فى شأن سعد بن ابى وقاص وذلك انه هاجر فحلفت امه ان لا تستظل بظل حتى يرجع اليها ويكفر بمحمد فلج هو فى هجرته ونزلت الآية وقيل بل نزلت فى عياش بن ابى ربيعة وكانت قصته كهذه ثم خدعه ابو جهل ورده الى امه الحديث فى كتب السيرة وباقى الآية بين ثم كرر تعالى التمثيل بحالة المؤمنين العاملين ليحرك النفوس الى نيل مراتبهم قال الثعلبى قوله تعالى لندخلنهم فى الصالحين اي فى زمرتهم وقال محمد بن جرير فى مدخل الصالحين وهو الجنة وقيل فى بمعنى مع والصالحون هو الأنبياء والأولياء انتهى وقوله تعالى ومن الناس من يقول ءامنا باللّه الى قوله المنافقين نزلت فى المتخلفين عن الهجرة المتقدم ذكرهم قاله ابن عباس ثم قررهم تعالى على علمه بما فى صدورهم اي لو كان يقينهم تاما واسلامهم خالصا لما توقفوا ساعة ولركبوا كل هول الى هجرتهم ودار نبيهم وقوله تعالى وليعلمن اللّه الذين ءامنوا وليعلمن المنافقين هنا انتهى المدنى من هذه السورة | 
﴿ ٩ ﴾