١٥وقوله سبحانه وإن جاهداك على أن تشرك بي الآية روى ان هاتين الايتين نزلتا فى شأن سعد بن ابى وقاص وامه حمنة بنت ابى سفيان على ما تقدم بيانه وجملة هذا الباب ان طاعة الأبوين لا تراعى فى ركوب كبيرة ولا فى ترك فريضة على الأعيان وتلزم طاعتهما فى المباحات وتستحسن فى ترك الطاعات الندب وقوله سبحانه واتبع سبيل من أناب الى وصية لجميع العالم وهذه سبيل الأنبياء والصالحين وقوله تعالى حاكيا عن لقمان يابنى انها ان تك مثقال حبة الآية ذكر كثير من المفسرين انه اراد مثقال حبة من اعمال المعاصى والطاعات وبهذا المعنى يتحصل فى الموعظة ترجيه وتخويف منضاف الى تبيين قدرة اللّه تعالى وقوله واصبر على ما اصابك يقتضى حضا على تغير المنكر وان نال ضرر فهو اشعار بان المغير يوذى احيانا وقوله ان ذلك من عزم الامور يحتمل ان يريد مما عزمه اللّه وامر به قاله ابن جريج ويحتمل ان يريد ان ذلك من مكارم الأخلاق وعزائم اهل الحزم السالكين طريق النجاة قاله جماعة والصعر الميل فمعنى الآية ولا تمل خدك للناس كبرا عليهم واعجابا واحتقارا لهم قاله ابن عباس وجماعة وعبارة البخارى ولا تصاعر اي لا تعرض والتصاعر الإعراض بالوجه انتهى والمرح النشاط والمشى مرحا هو فى غير شغل ولغير حاجة واهل هذه الخلق ملازمون للفخر والخيلاء فالمرح مختال فى مشيه وقد ورد من صحيح الأحاديث فى جميع ذلك وعيد شديد يطول بنا سرده قال عياض كان ابو اسحاق الجبنيانى قل ما يترك ثلاث كلمات وفيهن الخير كله اتبع ولا تبتدع اتضع ولا ترفع من ورع لا يتسع انتهى وغض الصوت اوقر للمتكلم وابسط لنفس السامع وفهمه ثم عارض ممثلا بصوت الحمير على جهة التشبيه اي تلك هى التى بعدت عن الغض فهى انكر الاصوات فكذلك ما بعد عن الغض من اصوات البشر فهو فى طريق تلك وفى الحديث اذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا باللّه من الشيطان فانها رأت شيطانا وقال سفيان الثورى صياح كل شيىء تسبيح الاصياح الحمير ت ولفظ الحديث عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اذا سمعتم صياح الديكة فسألوا اللّه من فضله فإنها رأت ملكا واذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا باللّه من الشيطان فإنه رأى شيطانا رواه الجماعة الا ابن ماجة وفى لفظ النساءى اذا سمعتم الديكة تصيح بالليل وعن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير من الليل فتعوذوا باللّه من الشيطان الرجيم فإهنا ترى ما لا ترون واقلوا الخروج اذا جدت فان اللّه يبث فى ليله من خلقه ما يشاء رواه أبو داود والنساءى والحاكم فى المستدرك واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم انتهى من السلاح وقوله تعالى واسبغ عليكم نعمة ظاهره وباطنه قال المحاسبى رحمه اللّه الظاهرة نعم الدنيا والباطنةنعم العقبى والظاهر عندى التعميم ثم وقف تعالى الكفرة على اتباعهم دين ءابائهم ايكون وهم بحال من يصير الى عذاب السعير فكأن القائل منهم يقول يتبعون دين ءابائهم ولو كان مصيرهم الى السعير فدخلت الف التوقيف على حرف العطف كما كان اتساق الكلام فيه فتأمله |
﴿ ١٥ ﴾