٤

قوله تعالى ما جعل اللّه لرجل من قلبين فى جوفه فقال ابن عباس سببها ان بعض المنافقين قال ان محمدا له قلبان

وقيل غير هذا قال ع ويظهر من

الآية يحملتها انها نفى لاشياء كانت العرب تعتقدها فى ذلك الوقت واعلام بحقيقة الامر فمنها ان العرب كانت تقول ان الانسان له قلب يأمره وقلب ينهاه وكان تضادا الخواطر يحملها على ذلك وكذلك كانت العرب تعتقد الزوجة اذا ظاهر منها بمنزلة الام وتراه طلاقا وكانت تعتقد الدعى المتبنى ابنا فنفى اللّه ما اعتقدوه من ذلك

وقوله سبحانه وما جعل ادعياءكم أبناءكم سببها امر زبد بن حارثة كانوا يدعونه زيد بن محمد والسبيل هنا سبيل الشرع والايمان ثم امر تعالى فى هذه الآية بدعاء الادعياء لآبائهم اي الى ءابائهم للصلب فمن جهل ذلك فيه كان مولى واخا فى الدين فقال الناس زيد بن حارثة وسالم مولى ابى حذيفة الى غير ذلك واقسط معناه اعدل

وقوله عز و جل وليس عليكم جناح الآية رفع الحرج عمن وهم ونسى واخطأ فجرى على العادة من نسبة زيد الى محمد وغير ذلك مما يشبهه وابقى الجناح فى المتعمد والخطأ مرفوع عن هذه الامة عقابه قال صلى اللّه عليه و سلم وضع عن امتى الخطأ مرفوع والنسيان وما اكرهوا عليه وقال عليه السلام ما اخشى عليكم الخطأ وانما اخشى العمد قال السهيلى ولما نزلت الآية وامتثلها زيد فقال انا زيد بن حارثة جبر اللّه وحشته وشرفه بان سماه باسمه فى القرءان فقال فلما قضى زيد منها وطرا ومن ذكره سبحانه باسمه فى الذكر الحكيم حتى صار اسمه قرءانا يتلى فى المحاريب فقد نوه به غاية التنويه فكان فى هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة سيدنا صلى اللّه عليه وسلم له الا ترى الى قول ابى بن كعب حين قال له النبى صلى اللّه عليه و سلم ان اللّه تعالى امرنى ان اقرأ عليك سورة كذا فبكى ابى وقال  ذكرت هنالك وكان بكاؤه من الفرح حين اخبر ان اللّه تعالى ذكره فكيف بمن صار اسمه قرءانا يتلى مخلدا لا يبيد يتلوه اهل الدنيا اذا قرءوا القرءان

واهل الجنة كذلك فى الجنان ثم زاده في الآية غاية الاحسان ان قال واذ تقول للذى انعم اللّه عليه يعنى بالايمان فدل على انه عند اللّه من اهل الجنان وهذه فضيلة اخرى هى غاية منتهى امنية الانسان انتهى

﴿ ٤