| ٩وقوله تعالى يا ايها الذين ءامنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ جاءتكم جنود الآيات الى قوله تعالى يا ايها النبى قل لازواجك نزلت فى شأن غزوة الخندق وما اتصل بها من امر بنى قريظة وذلك ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اجلى بنى النضير من موضعهم عند المدينة الى خيبر فاجتمعت جماعة منهم ومن غيرهم من اليهود وخرجوا الى مكة مستنهضين قريشا الى حرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجسروهم على ذلك وازمعت قريش السير الى المدينة ونهض اليهود الى غطفان وبنى اسد ومن امكنهم من اهل نجد وتهامة فاستنفروهم الى ذلك وتحزبوا وساروا الى المدينة واتصل خبرهم بالنبى صلى اللّه عليه و سلم فحفر الخندق حول المدينة وحصنها فوردت الاحزاب وحصروا المدينة وذلك فى شوال سنة خمس وقيل اربع من الهجرة وكانت قريظة قد عاهدوا النبى صلى اللّه عليه و سلم وعاقدوه الا يلحقه منهم ضرر فلما تمكن ذلك الحصار وداخلهم بنو النضير غدروا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ونقضوا عهده وضاق الحال على المومنين ونجم النفاق وساءت ظنون قوم ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع ذلك يبشر ويعد النصر فالقى اللّه عز و جل الرعب فى قلوب الكافرين وتخاذلوا ويئسوا من الظفر وارسل اللّه عليهم ريحا وهى الصبا وملائكة تسدد الريح وتفعل نحو فعلها وتلقى الرعب فى قلوب الكفرة وهى الجنود التى لم تر فارتحل الكفرة وانقلبوا خائبين وقوله تعالى اذ جاءوكم من فوقكم يريد اهل نجد مع عيينه بن حصن ومن اسفل منكم يريد اهل مكة وسائر تهامة قاله مجاهد وزاغت الابصار معناه مالت عن مواضعها وذلك فعل الواله الفزع المختبل وبلغت القلوب الحناجر عبارة عما يجده الهلع من ثوران نفسه وتفرقها ويجد كان حشوته وقلبه يصعد علوا وروى ابو سعيد ان المؤمنين قالوا يوم الخندق يا نبى اللّه بلغت القلوب الحناجر فهل من شىء نقوله قال نعم قولوا اللّهم استر عوراتنا وامن روعاتنا فقالوها فضرب اللّه وجوه الكفار بالريح فهزمهم وقوله سبحانه وتظنون باللّه الظنونا الآية عبارة عن خواطر خطرت للمومنين لا يمكن البشر دفعها واما المنافقون فنطقوا ونجم نفاقهم وابتلى المؤمنون معناه اختبروا وزلزلوا معناه حركوا بعنف ثم ذكر تعالى قول المنافقين والمرضى القلوب على جهة الذم لهم ما وعدنا اللّه ورسوله الاغرورا فروى عن يزيد بن رومان ان معتب بن قشير قال يعدنا محمد ان نفتتح كنوز كسرى وقيصر ومكة ونحن آلان لا يقدر احدنا ان يذهب الى الغائط ما يعدنا الا غرورا وقال غيره من المنافقين نحو هذا | 
﴿ ٩ ﴾