٢١

وقوله سبحانه أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم اللّه بذنوبهم وما كان لهم من اللّه من واق الضمير في يسيروا لكفار قريش والآثار في الارض هي المباني والمآثر والصيت الدنيوي وذنوبهم كانت تكذيب الأنبياء والواقي الساتر المانع مأخوذ من الوقاية وباقي الآية بين وخص تعالى هامان وقارون بالذكر تنبيها على مكانهما من الكفر ولكونهما أشهر رجال فرعون

وقيل أن قارون هذا ليس بقارون بني اسرائيل

وقيل هو ذلك ولكنه كان

منقطعا الى فرعون خادما له مستغنيا معه

وقوله ساحر أي في أمر العصا وكذاب في قوله أني رسول اللّه ثم أخبر تعالى عنهم أنهم لما جاءهم موسى بالنبوءة والحق من عند اللّه قال هؤلاء الثلاثة وأجمع رأيهم على أن يقتل ابناء بني اسرائيل اتباع موسى وشبانهم وأهل القوة منهم وأن يستحي النساء للخدمة والاسترقاق وهذا رجوع منهم الى نحو القتل الأول الذي كان قبل ميلاد موسى ولكن هذا الأخير لم تتم لهم فيه عزمة ولا أعانهم اللّه تعالى على شيء منه قال قتادة هذا قتل غير الأول الذي كان حذر المولود وسموا من ذكرنا من بني اسرائيل أبناء كما تقول لانجاد القبيلة  المدينة وأهل الظهور فيها هؤلاء أبناء فلانة

وقوله تعالى وما كيد الكافرين الا في ضلال عبارة وجيزة تعطي قوتها أن هؤلاء الثلاثة لم يقدرهم اللّه تعالى على قتل احد من بني اسرائيل ولا نجحت لهم فيهم سعاية

﴿ ٢١