١١

وقوله سبحانه هذا هدى اشارة الى القرآن

وقوله لهم عذاب بمنزلة قولك لهم حظ فمن هذه الجهة ومن جهة تغاير اللفظين حسن قوله عذاب من رجز اذ الرجز هو العذاب

وقوله لتجري الفلك فيه بأمره أقام القدرة والاذن مناب أن يأمر البحر والناس بذلك وقرأ مسلمة بن محارب جميعا منة بضم التاء وقرأ ايضا جميعا منه بفتح الميم وشد النون والهاء وقرأ ابن عباس منة بالنصب على المصدر

وقوله تعالى ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون قال الغزالي في الاحياء الفكر والذكر اعلى مقامات الصالحين وقال رحمه اللّه اعلم ان الناظرين بأنوار البصيرة علموا ان لا نجاة الا في لقاء اللّه عز و جل وانه لا سبيل الى اللقاء الا بان يموت العبد محبا للّه تعالى وعارفا به وان المحبة والانس لا يتحصلان

الا بدوام ذكر المحبوب وان المعرفة لا تحصل الا بدوام الفكر ولن يتيسر دوام الذكر والفكر الا بوداع الدنيا وشهواتها والاجتزاء منها بقدر البلغة والضرورة ثم قال والقرآن جامع لفضل الذكر والفكر والدعاء مهما كان بتدبر انتهى

﴿ ١١