٣

وقوله سبحانه ما خلقنا السموات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى والذين كفروا عما انذروا معرضون هذه الآية موعظة وزجر المعنى فانتبهوا ايها الناس وانظروا ما يراد بكم ولم خلقتم والاجل المسمى هو يوم القيامة

وقوله قل ارأيتم ما تدعون معناه ما تعبدون ثم وقفهم على السموات هل لهم فيها شرك ثم استدعى منهم كتابا منزلا قبل القرآن يتضمن عبادة الأصنام

قال ابن العربي في احكامه هذه الآية من اشرف آية في القرآن فانها استوفت الدلالة على الشرائع عقليها وسمعيها لقوله عز و جل قل أرأيتم ما تدعون من دون اللّه اروني ماذا خلقوا من الأرض ام لهم شرك في السموات فهذا بيان لأدلة العقل المتعلقة بالتوحيد وحدوث العالم وانفراد الباري تعالى بالقدرة والعلم والوجود والخلق ثم قال ايتوني بكتاب من قبل هذا على ما تقولون وهذا بيان لأدلة السمع فان مدرك الحق انما يكون بدليل العقل  بدليل الشرع حسبما بيناه من مراتب الأدلة في كتب

الاصول ثم قال  اثارة من علم يعني  علم يؤثر أي يروى وينقل وان لم يكن مكتوبا انتهى

وقوله  اثارة معناه  بقية قديمة من علم احد العلماء تقتضي عبادة الأصنام والاثارة البقية من الشيء وقال الحسن المعنى من علم تستخرجونه فتثيرونه وقال مجاهد المعنى هل من احد يأثر علما في ذلك وقال القرطبي هو الاسناد ومنه قول الاعشى ... ان الذي فيه تماريتما ... بين للسامع والآثر ...

أي وللمسند عن غيره وقال ابن عباس الاثارة الخط في التراب وذلك شيء كانت العرب تفعله والضمير في قوله وهم عن دعائهم غافلون هو للاصنام في قول جماعة ويحتمل ان يكون لعبدتها

﴿ ٣