٦

وقوله سبحانه واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وصف ما يكون يوم القيامة بين الكفار واصناهم من التبرى والمناكرة وقد بين ذلك في غير هذه الآية واذا تتلى عليهم آياتنا أي آيات القرآن قال الذين كفروا للحق يعني القرآن هذا سحر مبين أي يفرق بين المرء وبنيه

وقوله سبحانه قل ان افتريته فلا تملكون لي من اللّه شيئا المعنى ان افتريته فاللّه حسبي في ذلك وهو كان يعاقبني ولا يمهلني ثم رجع القول الى الاستسلام الى اللّه والاستنصار به عليهم وانتظار ما يقتضيه علمه بما يفيضون فيه من الباطل ومراده الحق وذلك يقتضي معاقبتهم ففي اللفظ تهديد والضمير في به عائد على اللّه عز و جل

وقوله سبحانه وهو الغفور الرحيم ترجية واستدعاء الى التوبة ثم امره عز و جل ان يحتج عليهم بانه لم يكن بدعاء من الرسل والبدع البديع من الأشياء ما لم ير مثله المعنى قد جاء قبلي غيري قاله ابن عباس وغيره ت ولفظ البخاري وقال ابن عباس بدعا من الرسل أي لست بأول الرسل

واختلف الناس في قوله وما ادرى ما يفعل بي ولا بكم فقال ابن عباس وجماعة كان هذا في صدر الاسلام ثم بعد ذلك عرفه اللّه عز و جل بانه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبان

المؤمنين لهم من اللّه فضل كبير وهو الجنة وبأن الكافرين في نار جهنم والحديث الصحيح الذي وقع في جنازة عثمان بن مظعون يؤيد هذا

وقالت فرقة معنى الآية وما ادري ما يفعل بي ولا بكم من الأوامر والنواهي

وقيل غير هذا

وقوله ان اتبع الا ما يوحى الي معناه الاستسلام والتبري من علم المغيبات والوقوف مع النذارة من عذاب اللّه عز و جل

﴿ ٦