٤

وقوله سبحانه فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب الآية قال اكثر العلماء ان هذه الآية وآية السيف وهي

قوله تعالى فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم محكمتان فقوله هنا فضرب الرقاب بمثابة قوله هنالك فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وصرح هنا بذكر المن والفداء ولم يصرح به هنالك فهذه مبينه لتلك وهذا هو القول القوي

وقوله فضرب الرقاب مصدر بمعنى الفعل أي فاضربوا رقابهم وعين من انواع القتل اشهره والمراد اقتلوهم باي وجه امكن وفي صحيح مسلم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - قال لا يجتمع كافر وقاتله في النار ابدا وفي صحيح البخاري عنه ص - قال ما اغبرت قدما عبد في سبيل اللّه فتمسه النار انتهى والاثخان في القوم ان يكثر فيهم القتلى والجرحى ومعنى فشدوا الوثاق أي بمن لم يقتل ولم يترتب فيه الا الاسر ومنا وفداء مصدران منصوبان بفعلين مضمرين

وقوله حتى تضع الحرب اوزارها معناه حتى تذهب الحرب وتزول اثقالها والاوزار الاثقال ومنه قول عمرو بن معد يكرب

... واعددت للحرب اوزارها رماحا طوالا وخيلا ذكورا

واختلف المتأولون في الغاية التي عندها تضع الحرب اوزارها فقال قتادة حتى يسلم الجميع وقال حذاق اهل النظر حتى تغلبوهم وتقتلوهم وقال مجاهد حتى

ينزل عيسى بن مريم قال ع وظاهر اللفظ انه استعارة يراد بها التزام الامر ابدا وذلك ان الحرب بين المومنين والكافرين لا تضع اوزارها فجاء هذا كما تقول انا افعل كذا وكذا الى يوم القيامة وانما تريد انك تفعله دائما ولو شاء اللّه لانتصر منهم أي بعذاب من عنده ولكن اراد سبحانه اختبار المومنين وان يبلو بعض الناس ببعض وقرأ الجمهور قاتلوا وقرأ عاصم بخلاف عنه قتلوا بفتح القاف والتاء وقرأ ابو عمرو وحفص قتلوا بضم القاف وكسر التاء قال قتادة نزلت هذه الآية فيمن قتل يوم احد من المومنين

وقوله سبحانه سيهديهم أي الى طريق الجنة ت ذكر الشيخ ابو نعيم الحافظ ان ميسرة الخادم قال غزونا في بعض الغزوات فاذا فتى الى جانبي واذا هو مقنع بالحديد فحمل على الميمنة فثناها ثم على الميسرة حتى ثناها وحمل على القلب حتى ثناه ثم أنشأ يقول ... احسن بمولاك سعيد ظنا ... هذا الذي كنت له تمنى ... تنح يا حور الجنان عنا ... مالك قاتلنا ولا قتلنا ... لكن الى سيدكن اشتقنا ... قد علم السر وما اعلنا ...

قال فحمل فقاتل فقتل منهم عددا ثم رجع الى مصافه فتكالب عليه العدو فاذا هو رضي اللّه تعالى عنه قد حمل على الناس وانشأ يقول ... قد كنت ارجو ورجاءي لم يخب ... ان لا يضيع اليوم كدى والطلب ... يا من ملا تلك القصور باللعب ... لولاك ما طابت ولا طاب الطرب ...

ثم حمل رضي اللّه عنه فقاتل فقتل منهم عددا ثم رجع الى مصافة فتكالب عليه العدو فحمل رضي اللّه عنه في المرة الثالثة وأنشأ يقول ... يا لعبة الخلد قفي ثم اسمعي ... مالك قاتلنا فكفي وارجعي ... ثم ارجعي الى الجنان واسرعي ... لا تطمعي لا تطمعي لا تطمعي

فقاتل رضي اللّه عنه حتى قتل انتهى من ابن عباد شارح الحكم

وقوله تعالى عرفها لهم قال ابو سعيد الخدري وقتادة ومجاهد معناه بينها لهم أي جعلهم يعرفون منازلهم منها وفي نحو هذا المعنى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم - لأحدكم بمنزلة في الجنة اعرف منه بمنزله في الدنيا قال القرطبي في التذكرة وعلى هذا القول اكثر المفسرين قال

وقيل ان هذا التعريف الى المنازل هو بالدليل وهو الملك الموكل بعمل العبد يمشي بين يديه انتهى

وقالت فرقة معناه سماها لهم ورسمها كل منزل باسم صاحبه فهذا نحو من التعريف

وقالت فرقة معناه شرفها لهم ورفعها وعلاها وهذا من الاعراف التي هي الجبال ومنه اعراف الخيل وقال مؤرج وغيره معناه طيبها ماخوذ من العرف ومنه طعام معرف أي مطيب وعرفت القدر طيبتها بالملح والتابل قال ابو حيان واصلح بالهم البال الفكر ولا يثنى ولا يجمع انتهى

وقوله سبحانه ان تنصروا اللّه أي دين اللّه ينصركم بخلق القوة لكم وغير ذلك من المعاون ويثبت اقدامكم أي في مواطن الحرب

وقيل على الصراط في القيامة

وقوله فتعسا لهم معناه عثارا وهلاكا لهم وهي لفظة تقال للعاثر اذا اريد به الشر قال ابن السكيت التعس ان يخر على وجهه

وقوله تعالى كرهوا ما انزل اللّه يريد القرآن فاحبط اعمالهم قال ع ولا خلاف ان الكافر له حفظة يكتبون سيئاته

واختلف الناس في حسناتهم فقالت فرقة هي ملغاة يثابون عليها بنعم الدنيا فقط

وقالت فرقة هي محصاة من اجل ثواب الدنيا ومن اجل انه قد يسلم فينضاف ذلك الى حسناته في الاسلام وهذا احد التاويلين في قوله ص - لحكيم بن حزام اسلمت على ما سلف لك من خير

﴿ ٤