١٣وقوله يوم هم على النار يفتنون قال الزجاج التقدير هو كائن يوم هم على النار يفتنون ويفتنون معناه يحرقون ويعذبون في النار قاله ابن عباس والناس وفتنت الذهب احرقته وذوقوا فتنتكم أي حرقكم وعذابكم قاله قتادة وغيره ان المتقين في جنات وعيون الآية روى الترمذي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - قال لا يبلغ العبد ان يكون من المتقين حتى يدع ما لا باس به حذرا لما به الباس قال ابو عيسى هذا حديث حسن انتهى وقوله سبحانه في المتقين آخذين ما آتاهم ربهم أي محصلين ما اعطاهم ربهم سبحانه من جناته ورضوانه وانواع كراماته انهم كانوا قبل ذلك يريد في الدنيا محسنين بالطاعات والعمل الصالح ت وروى الترمذي عن سعد بن ابي وقاص عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - قال لو ان ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرف له ما بين خوافق السموات والارض ولو ان رجلا من اهل الجنة اطلع فبدا اساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم انتهى ومعنى قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ان نومهم كان قليلا لاشتغالهم بالصلاة والعبادة والهجوع النوم وقد قال الحسن في تفسير هذه الآية كابدوا قيام الليل لا ينامون منه الا قليلا واما اعراب الآية فقال الضحاك في كتاب الطبري ما يقتضي ان المعنى كانوا قليلا في عددهم وتم خبر كان ثم ابتدأ من الليل ما يهجعون فما نافية وقليلا وقف حسن وقال جمهور النحويين ما مصدرية وقليلا خبر كان والمعنى كانوا قليلا من الليل هجوعهم وعلى هذا الاعراب يجيء قول الحسن وغيره وهو الظاهر عندي ان المراد كان هجوعهم من الليل قليلا قيل لبعض التابعين مدح اللّه قوما كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ونحن قليلا من الليل ما نقوم فقال رحم اللّه امرأ رقد اذا نعس واطاع ربه اذا استيقظ |
﴿ ١٣ ﴾