٤وقوله ان هو الا وحي يوحى يراد به القرآن باجماع ت وليس هذا الاجماع بصحيح ولفظ الثعلبي ان هو الا وحي أي ما نطقه في الدين الا بوحي انتهى وهو احسن ان شاء اللّه قال الفخر الوحي اسم ومعناه الكتاب مصدر وله معان منها الارسال والالهام والكتابة والكلام والاشارة فان قلنا هو ضمير القرآن فالوحي اسم معناه الكتاب ويحتمل ان يقال مصدر أي ما القرآن الا ارسال أي مرسل وان قلنا المراد من قوله ان هو الا وحي قول محمد وكلامه فالوحي حينئذ هو الالهام أي كلامه ملهم من اللّه مرسل انتهى والضمير في علمه لنبينا صلى اللّه عليه وسلم - والمعلم هو جبريل عليه السلام قاله ابن عباس وغيره أي علم محمدا القرآن وذو مرة معناه ذو قوة قاله قتادة وغيره ومنه قوله عليه السلام لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي واصل المرة من مرائر الحبل وهي فتلة واحكام عمله وقوله فاستوى قال الربيع والزجاج المعنى فاستوى جبريل في الجو وهو اذ ذاك بالافق الاعلى اذ رآه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - بحراء قد سد الافق له ستمائة جناح وحينئذ دنا من محمد عليه السلام حتى كان قاب قوسين وكذلك رآه نزلة اخرى في صفته العظيمة له ستمائة جناح عند السدرة وقوله ثم دنا فتدلى قال الجمهور المعنى دنا جبريل الى محمد في الارض عند حراء وهذا هو الصحيح ان جميع ما في هذه الآيات من الأوصاف هو مع جبريل ودنا اعم من تدلى فبين تعالى بقوله فتدلى هيئة الدنو كيف كانت وقاب معناه قدر قال قتادة وغيره معناه من طرف العود الى طرفه الآخر وقال الحسن ومجاهد من الوتر الى العود في وسط القوس عند المقبض وقوله ادنى معناه على مقتضى نظر البشر أي لو رآه احدكم لقال في ذلك قوسان ادنى من ذلك وقيل المراد بقوسين أي قدر الذراعين وعن ابن عباس ان القوس في الآية ذراع يقاس به وذكر الثعلبي انها لغة بعض الحجازيين وقوله تعالى فاوحى الى عبده ما اوحى قال ابن عباس المعنى فاوحى اللّه الى عبده محمد ما اوحى وفي قوله ما اوحى ابهام على جهة التفخيم والتعظيم قال عياض ولما كان ما كاشفه عليه السلام من ذلك الجبروت وشاهده من عجائب الملكوت لا تحيط به العبارات ولا تستقل بحمل سماع ادناه العقول رمز عنه تعالى بالايماء والكناية الدالة على التعظيم فقال تعالى فاوحى الى عبده ما اوحى وهذا النوع من الكلام يسميه اهل النقد والبلاغة بالوحي والاشارة وهو عندهم ابلغ ابواب الايجاز انتهى |
﴿ ٤ ﴾