١٦وقوله تعالى فكيف كان عذابي ونذرى توقيف لكفار قريش والنذر هنا جمع نذير وهو المصدر والمعنى كيف كان عاقبة إنذاري لمن لم يحفل به كأنتم أيها القوم ويسرنا القرآن أي سهلناه وقربناه والذكر الحفظ عن ظهر قلب قال ع يسر بما فيه من حسن النظم وشرف المعاني فله حلاوة في القلوب وامتزاج بالعقول السليمة وقوله فهل من مدكر استدعاء وحض على ذكره وحفظه لتكون زواجره وعلومه حاضرة في النفس فللّه در من قبل وهدي ت وقال الثعلبي فهل من مدكر أي من متعظ وقوله في يوم نحس مستمر الآية ورد في بعض الأحاديث في تفسير هذه الآية يوم نحس مستمر يوم الأربعاء ومستمر معناه متتابع وقوله تنزع الناس معناه تقلعهم من مواضعهم قلما فتطرحهم وروي عن مجاهد أن الريح كانت تلقي الرجل على رأسه فيتفتت رأسه وعنقه وما يلي ذلك من بده قال ع فلذلك حسن التشبيه بأعجاز النخل وذلك ان المنقلع هو الذى ينقلع من قعره وقال قوم انما شبههم باعجاز النخل لأنهم كانوا يحتفرون حفرا ليمتنعوا فيها من الريح فكأنه شبه تلك الحفر بعد النزع بحفر أعجاز النخل والنخل تذكر وتؤنث وفائدة تكرار قوله فكيف كان عذابي ونذر التخويف وهز النفوس وهذا موجود في تكرار الكلام كقوله ص - الأهل بلغت الأهل بلغت الأهل بلغت ونحوه وقول ثمود لصالح ابشر منا واحدا نتبعه هو حسد منهم واستبعاد منهم أن يكون نوع البشر يفضل هذا التفضيل ولم يعلموا أن الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء ويفيض نور الهدى على من رضيه وقولهم إنا إذا لفي ضلال أي في ذهاب وائتلاف عن الصواب وسعر معناه في احتراق انفس واستعارها حنقا وقيل في جنون يقال ناقة مسعورة إذا كانت خفيفة الرأس هائمة على وجهها والأشر البطر وقرأ الجمهور سيعلمون بالياء وقرأ حمزة وحفص ستعلمون بالتاء من فوق على معنى قل لهم يا صالح ثم أمر اللّه صالحا بارتقاب الفرج والصبر ت وقال الثعلبي فارتقبهم أي انتظرهم ما يصنعون ونبئهم أن الماء قسمة بينهم وبين الناقة لها شرب ولهم شرب يوم ومعلوم ومحتضر معناه محضور مشهود متواسى فيه وقال مجاهد كل شرب أي من الماء يوما ومن لبن الناقة يوما محتضر لهم فكأنه أنبأهم بنعمة اللّه سبحانه عليهم في ذلك وصاحبهم هو قدار بن سالف وتعاطى مطاوع عاطي فكان هذه الفعلة تدافعها الناس وأعطاها بعضهم بعضا فتعاطاها هو وتناول العقربيده قاله ابن عباس وقد تقدم قصص القوم والهشيم ما تفتت وتهشم من الأشياء والمحتظر معناه الذي يصنع حظيرة قاله ابن زيد وغيره وهي مأخوذة من الحظر وهو المنع والعرب وأهل البوادي يصنعونها للمواشي وللسكنى أيضا من الأغصان والشجر المورق والقصب ونحوه وهذا كله هشيم يتفتت أما في أول الصنعة وأما عند بلى الحظيرة وتساقط أجزائها وقد تقدم قصص قوم لوط والحاصب مأخوذ من الحصباء وقوله فتماروا معناه تشككوا وأهدى بعضهم الشك إلى بعض بتعاطيهم الشبه والضلال و النذر جمع نذير وهو المصدر ويحتمل أن يراد بالنذر هنا وفي قوله كذبت قوم لوط بالنذر جمع نذير الذي هو اسم فاعل وقوله سبحانه فطمسنا أعينهم قال قتادة هي حقيقة جر جبريل شيئا من جناحه على أعينهم فاستوت مع وجوههم قال أبو عبيدة مطموسة بجلدة كالوجه وقال ابن عباس والضحاك هذه استعارة وإنما حجب إدراكهم فدخلوا المنزل ولم يروا شيئا فجعل ذلك كالطمس وقوله بكرة قيل عند طلوع الفجر وقوله فذوقوا يحتمل أن يكون من قول اللّه تعالى لهم ويحتمل أن يكون من قولا لملائكة ونذري جمع المصدر أي وعاقبة إنذاري ومستقر أي دائم استقر فيهم حتى يفضي بهم إلى عذاب الآخرة وآل فرعون قومه واتباعه |
﴿ ١٦ ﴾