١١

وقوله تعالى ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الآية نزلت في عبد اللّه بن أبي ابن سلول ورفاعة بن التابوت وقوم من منافقي الأنصار كانوا بعثوا إلى بني النضير وقالوا لهم اثبتوا في معاقبكم فأنا معكم كيفما تقلبت حالكم وكانوا في ذلك كاذبين وإنما أرادوا بذلك أن تقوى نفوسهم عسى أن يثبتوا حتى لا يقدر النبي صلى اللّه عليه وسلم - فيتم مرادهم وجاءت الأفعال غير مجزومة في قوله لا يخرجون ولا ينصرونهم لأنها راجعة إلى حكم القسم لا إلى حكم الشرط والضمير في صدورهم يعود على اليهود والمنافقين والضمير في قوله لا يقاتلونكم جميعا لبني النضير وجميع اليهود هذا قول جماعة المفسرين ومعنى الآية لا يبرزون لحربكم وإنما يقاتلون متحصنين بالقرى والجدران للرعب والرهب الكائن في قلوبهم

وقوله تعالى بأسهم بينهم شديد أي في غائلتهم وأحنهم تحسبهم جميعا أي مجتمعين وقلوبهم شتى أي متفرقة قال ع وهذه حال الجماعة المتخاذلة وهي المغلوبة أبدا في كل ما تحاول واللفظة مأخوذة من الشتات وهو التفرق ونحوه

﴿ ١١