٥وقوله لم تؤذونني أي بتعنيتكم وعصيانكم واقتراحاتكم واسند الزيغ إليهم لكونه فعل حطيطة وهذا بخلاف قوله تعالى ثم تاب عليهم ليتوبوا فاسند التوبة إليه سبحانه لكونها فعل رفعة وزاغ معناه مال وصار عرفها في الميل عن الحق وأزاغ اللّه قلوبهم معناه طبع عليها وكثر ميلها عن الحق وهذه هي العقوبة على الذنب بالذنب وقوله ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد قال عياض في الشفا سمى اللّه تعالى نبيه في كتابه محمدا وأحمد فأما اسمه أحمد فافعل مبالغة من صفة الحمد ومحمد مفعل من كثرة الحمد وسمى أمته في كتب أنبيائه بالحمادين ثم في هذين الاسمين من عجائب خصائصه سبحانه وبدائع اياته أنه سبحانه حمى أن يتسمى بهما أحد قبل زمانه أما أحمد الذي اتى في الكتب وبشرت به الأنبياء فمنع سبحانه أن يتسمى به أحد غيره حتى لا يدخل بذلك ليس على ضعيف القلب وكذلك محمد أيضا لم يتسم به أحد من العرب ولا غيرهم إلى أن شاع قبيل وجوده ص - وميلاده أن نبيا يبعث اسمه محمد فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو وهم محمد بن احيحة الأوسي ومحمد بن سلمة الأنصاري ومحمد بن براء البكري ومحمد بن سفيان باليمن ويقولون بل محمد بن اليحمد بن الأزد ومحمد بن سوادة منهم لا سابع لهم ولم يدع أحد من هؤلاء النبوءة يظهر عليه سبب يشكك الناس انتهى وروى أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - أنه قال لا تسموا أولادكم محمدا ثم تلعنونهم رواه الحاكم في المستدرك انتهى من السلاح وقوله سبحانه فلما جاءهم بالبينات الآية يحتمل أن يريد عيسى ويحتمل أن يريد صلى اللّه عليه وسلم - لأنه تقدم ذكره ت والأول أظهر |
﴿ ٥ ﴾