١٠وقوله فانتشروا أجمع الناس على أن مقتضى هذا الأمر الإباحة وكذلك قوله وابتغوا من فضل اللّه أنه الإباحة في طلب المعاش مثل قوله تعالى وإذا حللتم فاصطادوا إلا ما روي عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - أنه قال ذلك الفضل المبتغى هو عيادة مريض صلة صديق اتباع جنازة قال ع وفي هذا ينبغي أن يكون المرء بقية يوم الجمعة ونحوه عن جعفر بن محمد وقال مكحول الفضل المبتغى العلم فينبغي أن يطلب أثر الجمعة وقوله تعالى واذكروا اللّه كثيرا الآية قال معاذ بن جبل ما شيء أنجى من عذاب اللّه من ذكر اللّه رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد انتهى من السلاح وقوله سبحانه وإذا رأوا تجارة لهوا الآية نزلت بسبب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - كان قائما على المنبر يخطب يوم الجمعة فأقبلت عير من الشام تحمل ميرة وصاحب أمرها دحية بن خليفة الكلبي قال مجاهد وكان من عرفهم أن تدخل عيرالمدينة بالطبل والمعازف والصياح سرورا بها فدخلت العير بمثل ذلك فانفض أهل المسجد إلى رؤية ذلك وسماعه وتركوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - قائما على المنبر ولم يبق معه غير اثني عشر رجلا قال جابر بن عبد اللّه أنا أحدهم قال ع ولم تمر بي تسميتهم في ديوان فيما أذكر الآن إلا أني سمعت أبي رحمه اللّه يقول هم العشرة المشهود لهم بالجنة واختلف في الحادي عشر فقيل عمار بن ياسر وقيل ابن مسعود ت وفي تقييد أبي الحسن الصغير والاثنا عشر الباقون هم الصحابة العشرة والحاي عشر بلال واختلف في الثاني عشر فقيل عمار بن ياسر وقيل ابن مسعود انتهى قال السهيلي وجاءت تسمية الاثني عشر في حديث مرسل رواه أسد بن عمرو والد موسى بن أسد وفيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - لم يبق معه إلا أبو بكر وعثمان حتى العشرة وقال وبلال وابن مسعود وفي رواية عمار بدل ابن مسعود وفي مراسيل أبي داود ذكر السبب الذي من أجله ترخصوا فقال إن الخطبة يوم الجمعة كانت بعد الصلاة فتأولوا رضي اللّه عنهم أنهم قد قضوا ما عليهم فحولت الخطبة بعد ذلك قبل الصلاة فهذا الحديث وإن كان مرسلا فالظن الجميل بأصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم - يوجب أن يكون صحيحا واللّه أعلم انتهى وروي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم - قال لولا هؤلاء لقد كانت الحجارة سومت على المنفضين من السماء وفي حديث آخر والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى أحد لسال بكم الوادي نارا قال البخاري انفضوا معناه تفرقوا انتهى وقرأ ابن مسعود ومن التجارة للذين اتقوا واللّه خير الرازقين وإنما أعاد الضمير في قوله إليها على التجارة وحدها لأنها أهم وهي كانت سبب اللّهو ص وقرئي إليهما بالتثنية تفسير سورة إذا جاءك المنافقون وهي مدنية بإجماع ونزلت في غزوة بني المصطلق بسبب أن ابن أبي سلول كانت له في تلك الغزوة أقوال منكرة وسيأتي بيان ذلك إن شاء اللّه |
﴿ ١٠ ﴾