٢وقوله تعالى قد فرض اللّه أي بين وأثبت فقال قوم من أهل العلم هذه إشارة إلى تكفير التحريم وقال آخرون هي إشارة إلى تكفير اليمين المقترنة بالتحريم والتحلة مصدر وزنها تفعلة وأدغم لاجتماع المثلين وأحال في هذه الآية على الآية التي فسر فيها الإطعام في كفارة اليمين باللّه تعالى والمولى الموالي الناصر وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه يعني حفصة حديثا قال الجمهور الحديث هو قوله في أمر مارية وقال آخرون بل هو قوله إنما شربت عسلا وقوله تعالى عرف بعضه المعنى مع شد الراء أعلم به وانب عليه وأعرض عن بعض أي تكرما وحياء وحسن عشرة قال الحسن ما استقصى كريم قط والمخاطبة بقوله إن تتوبا إلى اللّه هي لحفصة وعائشة وفي حديث البخاري وغيره عن ابن عباس قال قلت لعمر من اللتان تظاهرتا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - قال حفصة وعائشة وقوله صغت قلوبكما معناه مالت والصغي الميل ومنه أصغى إليه بأذنه وأصغى الإناء وفي قراءة ابن مسعود فقد زاغت قلوبكما والزيغ الميل وعرفه في خلاف الحق وجمع القلوب من حيث الاثنان جمع ص قلوبكما القياس فيه قلباكما مثنى والجمع أكثر استعمالا وحسنه إضافته إلى مثنى وهو ضميرهما لأنهم كرهوا اجتماع تثنيتين انتهى ومعنى الآية إن تبتما فقد كان منكما ما ينبغي أن يتاب منه وهذا الجواب الذي للشرط هو متقدم في المعنى وإنما ترتب جوابا في اللفظ وإن تظاهرا معناه تتعاونا وأصل تظاهرا تتظاهرا ومولاه أي ناصره وجبريل وما بعده يحتمل أن يكون عطفا على اسم اللّه ويحتمل أن يكون جبريل رفعا بالابتداء وما بعده عطف عليه وظهير هو الخبر وخرج البخاري بسنده عن أنس قال قال عمر اجتمع نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم - في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية انتهى وقانتات معناه مطيعات والسائحات قيل معناه صائمات وقيل معناه مهاجرات وقيل معناه ذاهبات في طاعة اللّه وشبه الصائم بالسائح من حيث ينهمل السائح ولا ينظر في زاد ولا مطعم وكذلك الصائم يمسك عن ذلك فيستوي هو والسائح في الامتناع وشظف العيش لفقد الطعام |
﴿ ٢ ﴾