٨

وقوله تعالى ونيسرك لليسرى معناه نذهب بك نحو الامور المستحسنة في دنياك وءاخرتك من النصر والظفر ورفعة الرسالة وعلو المنزلة يوم القيامة والرفعة في الجنة ثم امره تعالى بالتذكير قال بعض الحذاق

قوله تعالى ان نفعت الذكرى اعتراض بين الكلامين على جهة التوبيخ لقريش ثم اخبر تعالى انه سيذكر من يخشى اللّه والدار الآخرة وهم العلماء والمؤمنون كل بقدر ما وفق له ويتجنب الذكرى ونفعها من سبقت له الشقاوة

وتزكى معناه طهر نفسه ونماها بالخير ومن الاربعين حديثا المسندة لابي بكر محمد بن الحسين الآجري الامام المحدث قال في ءاخرها وحديث تمام الاربعين حديثا وهو حديث كبير جامع لكل خير حدثنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي املاء في شهر رجب سنة سبع وتسعين ومائتين قال حدثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال حدثني ابي عن جدي عن ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر قال دخلت المسجد فاذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - جالس فجلست اليه فقال يا ابا ذر للمسجد تحية وتحيته ركعتان قم فاركعهما قال فلما ركعتهما جلست اليه فقلت يا رسول اللّه انك

امرتنى بالصلاة فما الصلاة قال خير موضوع فاستكثر  استقلل الحديث وفيه قلت يا رسول اللّه كم كتابا انزل اللّه عز و جل قال مائة كتاب واربعة كتب انزل اللّه على شئت خمسين صحيفة وعلى خانوخ ثلاثين صحيفة وعلى ابراهيم عشر صحائف وانزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وانزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان قال قلت يا رسول اللّه ما كانت صحف ابراهيم قالت كانت امثالا كلها ايها الملك المسلط المبتلى المغرور انى لم ابعثك لتجمع الدنيا بعضعا على بعض ولكني بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فإني لا اردها ولو من كافر وكان فيها امثال وعلى العاقل ان تكون له ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يفكر في صنع اللّه عز و جل اليه وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل ان لا يكون ظاعنا الا لثلاث تزود لمعاد  مؤنة لمعاش  لذة في غير محرم وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شانه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعينه قال قلت يا رسول اللّه فما كانت صحف موسى قال كانت عبرا كلها عجبت لمن ايقن بالموت كيف يفرح وعجبت لمن ايقن بالقدر ثم هو ينصب وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها باهلها ثم أطمان اليها وعجبت لمن ايقن بالحساب غدا ثم لا يعمل قال قلت يا رسول اللّه فهل في ايدينا شيء مما كان في ايدي ابراهيم وموسى مما أنزل اللّه عز و جل عليك قال نعم اقرأ يا ابا ذر قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحيوة الدنيا الى ءاخر هذه السورة يعنى ان ذكر هذه الآيات لفى صحف ابراهيم وموسى قال قلت يا رسول اللّه فأوصنى قال اوصيك بتقوى اللّه عز و جل فإنه راس امرك قال قلت يا رسول اللّه زدنى قال عليك بتلاوة القراءن وذكر اللّه عز و جل فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الارض قال قلت يا رسول اللّه زدنى قال واياك وكثرة الضحك فإنه يميت

القلب ويذهب بنور الوجه قال قلت يا رسول اللّه زدنى قال عليك بالجهاد فانه رهبانية امتى قال قلت يا رسول زدنى قال عليك بالصمت الا من خير فانه مطردة للشيطان وعون لك على امر دينك انتهى

﴿ ٨