سورة الملك

٢

{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا} أي ليختبرَكم. (١)

٣

{مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} أي اضطراب واختلافٍ.

وأصله من "الفوت" (٢) وهو: أن يفوت شيء شيئا، فيقعَ الخللُ ولكنه متصل بعضُه ببعض.

{هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} ؟ أي من صُدوع. ومنه يقال: فَطَر نابُ البعير؛ إذا شَقَّ اللحم وظهر.

٤

{خَاسِئًا} مبعَدًا. من قولك: خسأتُ الكلبَ؛ إذا باعدتَه (٣) .

{وَهُوَ حَسِيرٌ} أي كَلِيلٌ (٤) منقطعٌ عن أن يَلحق ما نظَر إليه.

٨

{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} أي تنشقُّ (٥) غيظًا على الكفار.

١١

{فَسُحْقًا} أي بُعدًا.

__________

(١) مكية كلها في قول الجميع كما قال القرطبي ١٨/٢٠٥، وأقره الشوكاني ٥/٢٥٠.

(٢) كما قال ثعلب على ما في البحر ٨/٢٩٨. وذكر في القرطبي ١٨/٢٠٨.

(٣) ذكره الفخر بنصه، والطبري بنحوه. وانظر القرطبي ١٨/٢٠٩، واللسان ١/٥٨.

(٤) كما قال الفراء على ما في اللسان ٥/٢٦٢، والفخر ٨/١٨٢.

(٥) أي تتقطع. كما في المشكل ٨٤، والقرطبي ١٨/٢١٢، والطبري ٢٩/٤، واللسان ٧/٢٨٠. وانظر الفخر ٨/١٨٥.

١٥

{فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} أي جوانبها (١) . ومَنْكِبا الرجل: جانباه.

١٦

{فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} أي تدور، كما يمور السحاب: إذا دار وجاء وذهب.

١٧

{فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (٢) أي إنذاري.

١٨

وكذلك: {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} أي إنكاري.

١٩

{صَافَّاتٍ} باسطاتٍ أجنحتَهن.

{وَيَقْبِضْنَ} يضربْن بها جنوبَهن.

٢٢

{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ} لا يُبصرُ يمينًا ولا شمالا ولا ما بين يديه. يقال: أكبَّ فلان على وجهه (بالألف) ، وكبَّه اللّه لوجهه (٣) . وأراد: الأعمى (٤) .

٢٧

{فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً} أي قريبًا منهم. يقول: لما رأوا ما وعدهم اللّه قريبًا منهم؛ {سِيئَتْ} وجُوهُهم، {وَقِيلَ} لهم: {هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} أي تَدْعون. وهو "تفتعلون" من الدعاء (٥) . يقال: دعوت وادَّعيت؛ كما يقال: خبَرت واختبَرت، ودخَرت وادَّخرت.

__________

(١) كما هو قول الكلبي ومقاتل والفراء ومنذر بن سعيد، على ما في الفخر ٨/١٨٨، والبحر ٨/٣٠١، والقرطبي ١٨/٢١٥، واللسان ٢/٢٧٠. وقد ورد نحوه في بعض الروايات عن ابن عباس وغيره. وهو اختيار الطبري ٢٩/٥. وانظر الدر ٦/٢٤٨.

(٢) عبارة الأصل: "فكيف نذير". وهو تحريف قد مر التنبيه على نحوه: ص ٣٥٨. وانظر صفحة ٤٣٢.

(٣) فهذا متعد، والأول لازم. كما في القرطبي ١٨/٢١٩، والطبري ٢٩/٧.

(٤) كما في رواية عن ابن عباس في القرطبي. وانظر الفخر ٨/١٩٠.

(٥) كما قال الفراء وأكثر العلماء على ما في القرطبي ١٨/٢٢٠، والفخر ٨/١٩٢، واللسان ١٨/٢٨٦. وهو اختيار الطبري ٢٩/٨. وانظر البحر ٨/٣٠٣-٣٠٤.

٣٠

{أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} أي غائرًا؛ وُصِفَ بالمصدر (١) . يقال: ماءٌ غَوْر، ومياهٌ غَوْر. ولا يُجمع، ولا يُثَنَّى، ولا يؤنَّث. كما يقال: رجلٌ صَوْمٌ ورجالٌ صومٌ، ونساءٌ صومٌ.

{فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} ؟! أي ظاهر. وهو "مفعول" من العَين؛ [كَمَبِيع من البيع] . وقد تقدم ذكر هذا (٢) .

__________

(١) الطبري ٢٩/٩، والقرطبي ١٨/٢٢٢، والفخر ٨/١٩٢، واللسان ٦/٣٦٩. وهو للمبالغة كما قال القرطبي. على حد قولهم: محمد عدل ورضا.

(٢) ص ٢٩٧. وانظر الفخر والقرطبي والطبري، واللسان ١٧/١٧٨-١٧٩.

﴿ ٠