سورة الحاقة

١

{الْحَاقَّةُ} القيامة؛ [لأنها] حَقَّتْ (١) (٢) . فهي حاقة وحَقَّةٌ.

قال الفرّاء: (٣) "إنما قيل لها حاقةٌ: لأن فيها حَوَاقَّ الأمور [والثوابَ. و "الحَقَّةُ": حقيقة الأمر] . يقال: لمَّا عرفتَ الحقَّةَ مني هربتَ. وهي مثل الحاقة".

٥

{فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} أي بالطغيان.

٧

{حُسُومًا} تِباعًا. ويقال: هو من "حَسْمِ الداء" [إذا كُويَ صاحبه] : لأنه يُكوَى (٤) مرة بعد مرة، يُتابَعُ عليه الكيُّ.

{أَعْجَازُ نَخْلٍ} أصولُ نخل.

{خَاوِيَةٍ} باليةٍ.

٨

{فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} أي أثرٍ (٥) .

ويقال: هل ترى لهم من بقاء؟ (٦) .

٩

{بِالْخَاطِئَةِ} أي بالذنوب.

__________

(١) مكية بالإجماع على ما في القرطبي ١٨/٢٥٦، والشوكاني ٥/٢٧٠، والبحر ٨/٣٢٠.

(٢) أي ثبتت على ما في القرطبي، والكشاف ٢/٤٨٤، ومختصر البحر ٨/٣١٩. وذكر الفخر ٨/٢٠٨ نحوه، ثم قال: "قال الليث: الحاقة النازلة التي حقت بالجارية لها فلا كاذبة. وهذا معنى قوله تعالى: (ليس لوقعتها كاذبة) [سورة الواقعة ٢] ". وفي البحر: "لأنها حقت لكل عامل عمله". ولعله محرف عن قول قتادة -المذكور في الطبري ٢٩/٣٠، والدر ٦/٢٥٨-: "أحقت ... ".

(٣) اللسان ١١/٣٣٨ ببعض اختلاف. والزيادة عنه. وقال الواحدي -على ما في الشوكاني- والزمخشري والقرطبي والطبري نحوه.

(٤) بالأصل: "يكون" ولعله مصحف عنه. وهذا الكلام قد روي نحوه عن الفراء: في القرطبي ١٨/٢٥٨، والشوكاني ٥/٢٧٢، والبحر ٨/٣١٨-٣١٩. وعن بعض أهل العربية في الطبري ٢٩/٣٣. وذكر في اللسان ١٥/٢٤ التفسير بالتباع عن الفراء، وما بعده عن الأزهري. وورد ذلك في الفخر ٨/٢٠٩.

(٥) كما قال ابن جريج. على ما روي عنه: في الفخر ٨/٢١٠، والقرطبي ١٨/٢٦١.

(٦) اختاره الطبري ٢٩/٣٣، وشرحه القرطبي.

١٠

{أَخْذَةً رَابِيَةً} عالية مذكورة.

١٢

{وَتَعِيَهَا} من "وعت الأذن" (١) .

١٧

{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} أي على جوانبها [ونواحيها] .

١٩

{فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} يقال: "بمعنى هاكُمُ اقرءُوا كتابيهْ"؛ (٢) أبدلتْ الهمزةُ من الكاف (٣) .

٢٣

{قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} ثمرها. واحدها: "قِطْفٌ".

٢٧

{يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} أي المَنِيَّة.

٣٦

{إِلا مِنْ غِسْلِينٍ} وهو "فِعْلين" من غَسَلت؛ كأنه غسالة.

ويقال: "هو: ما يسيل من صَدِيد أجسامِ المعذَّبين" (٤) .

٤٠

{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} لم يُرد أنه قول الرسول؛ وإنما أراد: أنه قول رسول عن اللّه جل وعز. وفي "الرسول" ما دل على ذلك؛ فاكتفى به من أن يقول: عن اللّه (٥) .

٤٥

{لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} مفسر في كتاب "تأويل المشكل" (٦) .

٤٦

و {الْوَتِينَ} نِيَاطُ القلب؛ وهو: عِرق يتعلق به القلب، إذا انقطع مات صاحبه (٧) .

__________

(١) راجع الكلام عن ذلك: في القرطبي ١٨/٢٦٣-٢٦٤، والفخر ٨/٢١٠-٢١١.

(٢) كما حكاه قتادة عن أكيس الناس، على ما في الطبري ٢٩/ ٣٨. وانظر المشكل ٤٢٠.

(٣) ذكره في البحر ٨/ ٣١٩ عن ابن قتيبة. وقال: "وهذا ضعيف. إلا إن كان عن أنها تحل محلها في لغة من قال: هاك وهاك وهاكما وهاكم وهاكن؛ فيمكن أنه بدل صناعي". وراجع الفخر ٨/ ٢١٣، والقرطبي ١٨/ ٢٦٩، واللسان ٢٠/٣٧٢.

(٤) روي عن ابن عباس في القرطبي ١٨/ ٢٧٣ والطبري ٢٩/ ٤١ والبحر ٨/ ٣٢٦، وعن الكلبي في الفخر ٨/ ٢١٦، وعن الفراء وسيبوية والسيرافي: في اللسان ١٤/٧ واختاره الطبري. وانظر المشكل ٤٨.

(٥) ذكره القرطبي ١٨/ ٢٧٤ بأوضح مما هنا، عن الكلبي وابن قتيبة. وانظر الشوكاني ٥/ ٢٧٧، والفخر ٨/ ٢١٦-٢١٧، والطبري ٢٩/ ٤١-٤٢.

(٦) ص ١١٧-١١٨. وانظر هامشه، والقرطبي ١٨/ ٢٧٥، والفخر ٨/ ٢١٧-٢١٨.

(٧) المشكل ١١٨، والفخر ٨/ ٢١٨ نقلا عن ابن قتيبة. وذكره القرطبي ١٨/ ٢٧٦ وحكاه عن ابن عباس وأكثر الناس. كالضحاك وابن زيد على ما في الطبري ٢٩/ ٤٢-٤٣. كما ذكره صاحب البحر ٨/ ٣١٩.

﴿ ٠