٩٧إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ الآية نزلت في أناس تكلموا بالإسلام ولم يهاجروا منهم قيس بن الفاكه بن المغيرة وقيس بن الوليد بن المغيرة وأشباههما فلما خرج المشركون إلى بدر خرجوا معهم فقتلوا مع الكفار فأنزل اللّه تعالى هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ يعني ملك الموت وأعوانه وهم ستة : ثلاثة منهم يلون قبض أرواح المؤمنين وثلاثة يلون قبض أرواح الكفار. وقيل أراد به ملك الموت وحده وإنما ذكره بلفظ الجمع على سبيل التعظيم كما يخاطب الواحد بلفظ الجمع وفي التوفي هنا قولان : أحدهما أنه قبض أرواحهم. الثاني حشرهم إلى النار فعلى القول الثاني يكون المراد بالملائكة الزبانية الذين يلون تعذيب الكفار (ظالمي أنفسهم) يعني بالشرك وقيل بالمقام في دار الشرك وذلك لأن اللّه تعالى لم يقبل الإسلام من أحد بعد هجرة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم حتى يهاجر إليه ثم نسخ ذلك بعد فتح مكة بقوله صلّى اللّه عليه وسلّم : (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية) أخرجاه في الصحيحين وقيل ظالمي أنفسهم بخروجهم مع المشركين يوم بدر وتكثير سوادهم حتى قتلوا معهم فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ سؤال توبيخ وتقريع يعني قالت الملائكة : لهؤلاء الذين قتلوا في أي الفريقين كنتم أفي فريق المسلمين أم في فريق المشركين فاعتذروا بالضعف عن مقاومة المشركين وهو قوله تعالى إخبارا عنهم : قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ يعني عاجزين فِي الْأَرْضِ يعني في أرض مكة قالُوا يعني قال لهم الملائكة أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّه واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها يعني إلى المدينة وتخرجوا من بين أظهر المشركين فأكذبهم اللّه في قولهم كنا مستضعفين وأعلمنا بكذبهم فَأُولئِكَ يعني من هذه صفتهم مَأْواهُمْ يعني منزلهم جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً يعني بئس المصير مصيرهم إلى جهنم ثم استثنى أهل الهذر ومن علم ضعفه منهم |
﴿ ٩٧ ﴾