١٢

١٩

بَلْ عَجِبْتَ قرئ بالضم على إسناد التعجب إلى اللّه تعالى وليس هو كالتعجب من الآدميين لأن العجب من الناس محمول على إنكار الشيء وتعظيمه والعجب من اللّه تعالى محمول على تعظيم تلك الحالة فإن كانت قبيحة فيترتب عليها العقاب وإن كانت حسنة فيترتب عليها الثواب ،

وقيل قد يكون بمعنى الإنكار والذم وقد يكون بمعنى الاستحسان والرضا كما جاء في الحديث (عجب ربكم من شاب ليست له صبوة) وفي حديث آخر (عجب ربكم من إلكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم) ، وقوله من إلكم الإل أشد القنوط

وقيل هو رفع الصوت بالبكاء.

وسئل الجنيد رحمه اللّه تعالى عن هذه الآية فقال إن اللّه لا يعجب من شيء ولكن وافق رسوله ولما عجب رسوله قال (و إن تعجب فعجب قولهم) أي هو كما تقوله وقرئ بفتح التاء على أنه خطاب للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم أي عجبت من تكذيبهم إياك وهم يسخرون من تعجبك

وقيل عجب نبي اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من هذا القرآن حين أنزل وضلال بني آدم وذلك

أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان يظن أن كل من يسمع القرآن يؤمن به فلما سمع المشركون القرآن وسخروا منه ولم يؤمنوا به عجب من ذلك النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقال اللّه تعالى بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ أي وإذا وعظوا لا يتعظون وَإِذا رَأَوْا آيَةً قال ابن عباس يعني انشقاق القمر يَسْتَسْخِرُونَ أي يستهزئون.

وقيل يستدعي بعضهم بعضا إلى أن يسخر وَقالُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ أي بيّن أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ أي صاغرون فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ أي صيحة واحدة وهي نفخة البعث فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ يعني أحياء.

وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤)

ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦)

﴿ ١٢