٩

١٦

وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ يعني أصحاب الشمال وهم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار وقال ابن عباس هم الذين كانوا على شمال آدم عند إخراج الذرية وقال اللّه تعالى لهم : (هؤلاء إلى النار ولا أبالي)

وقيل هم الذين يؤتون كتبهم بشمائلهم

وقيل هم المشائيم على أنفسهم وكانت أعمالهم في المعاصي لأن العرب تسمي اليد اليسرى الشؤمى ، وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ قال ابن عباس هم السابقون إلى الهجرة السابقون في الآخرة إلى الجنة

وقيل هم السابقون إلى الإسلام

وقيل هم الذين صلوا إلى القبلتين من المهاجرين والأنصار

وقيل هم السابقون إلى الصلوات الخمس

وقيل إلى الجهاد

وقيل هم المسارعون إلى التوبة وإلى ما دعا اللّه إليه من أعمال البر والخير

وقيل هم أهل القرآن المتوجون يوم القيامة.

فإن قلت لم أخر ذكر السابقين وكانوا أولى بالتقديم عن أصحاب اليمين.

قلت فيه لطيفة وذلك أن اللّه تعالى ذكر في أول السورة من الأمور الهائلة عند قيام الساعة تخويفا لعباده فإما محسن فيزداد رغبة في الثواب

وإما مسيء فيرجع عن إساءته خوفا من العقاب فلذلك قدم أصحاب اليمين ليسمعوا ويرغبوا ثم ذكر أصحاب الشمال ليرهبوا ثم ذكر السابقين وهم الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر ليجتهد أصحاب اليمين في القرب من جهنم ثم أثنى على السابقين

فقال تعالى : أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ يعني من اللّه في جواره وفي ظل عرشه ودار كرامته وهو قوله : فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ

قوله تعالى : ثُلَّةٌ أي جماعة غير محصورة العدد ، مِنَ الْأَوَّلِينَ يعني من الأمم الماضية من لدن آدم إلى زمن نبينا وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ يعني من هذه الأمة وذلك لأن الذين عاينوا جميع الأنبياء وصدقوهم من الأمم الماضية أكثر ممن عاين النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وآمن به

وقيل إن الأولين هم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم

وقيل من الآخرين أي ممن جاء بعدهم من الصحابة ، عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ أي منسوجة من الذهب والجوهر

وقيل موضونة يعني مصفوفة مُتَّكِئِينَ عَلَيْها أي على السرر مُتَقابِلِينَ يعني لا ينظر بعضهم في قفا بعض وصفوا بحسن العشرة في المجالسة

وقيل لأنهم صاروا أرواحا نورانية صافية ليس لهم أدبار وظهور.

يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١)

وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣)

﴿ ٩