٨١٧فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً سوف من اللّه واجب والحساب اليسير هو أن تعرض عليه أعماله ، فيعرف بالطاعة ، والمعصية ثم يثاب على الطاعة ، ويتجاوز له عن المعصية فهذا هو الحساب اليسير لأنه لا شدة فيه على صاحبه ، ولا مناقشة ولا يقال له لم فعلت هذا ولا يطالب بالعذر فيه ، ولا الحجة عليه فإنه متى طولب بذلك لم يجد عذرا ، ولا حجة فيفتضح (ق) عن ابن أبي مليكة أن عائشة كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال : من حوسب عذب قال : فقلت ، أو ليس يقول اللّه عز وجل فسوف يحاسب حسابا يسيرا قالت فقال إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب. وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ يعني في الجنة من الحور العين والآدميات مَسْرُوراً أي بما أوتي من الخير والكرامة وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ يعني أنه تغل يده اليمنى إلى عنقه ، وتجعل يده اليسرى وراء ظهره ، فيعطي كتابه بشماله من وراء ظهره ، وقيل تخلع يده الشّمال فتخرج من وراء ظهره فيعطي بها كتابه فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً يعني عند إعطائه كتابه بشماله من وراء ظهره يعلم أنه من أهل النّار فيدعو بالويل والهلاك ، فيقول يا ويلاه يا ثبوراه وَيَصْلى سَعِيراً أي ويقاسي التهاب النّار وحرها إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ يعني في الدنيا مَسْرُوراً يعني باتباع هواه وركوب شهواته إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ أي لن يرجع إلينا ولن يبعث والحور الرجوع بَلى ليس الأمر كما ظن بل يحور إلينا ، ويبعث ويحاسب إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً أي من يوم خلقه إلى أن يبعث قوله عز وجل : فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ تقدم الكلام فَلا أُقْسِمُ في سورة القيامة. وأما الشّفق فقال مجاهد : هو النهار كله وحجته في ذلك أنه عطف عليه فيجب أن يكون المذكور أولا هو النهار فعلى هذا الوجه يكون القسم باللّيل والنهار اللذين فيهما معاش العالم وسكونه ، وقيل هو ما بقي من النّهار وقال ابن عباس ، وأكثر المفسرين : هو الحمرة التي تبقى في الأفق بعد غروب الشّمس ، وهو مذهب عامة العلماء ، وقيل هو البياض الذي يعقب تلك الحمرة وهو مذهب أبي حنيفة وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ أي جمع وضم ما كان منتشرا بالنهار من الخلق والدواب والهوام وذلك أن اللّيل إذا أقبل أوى كل شيء إلى مأواه ، وقيل وما عمل فيه ويحتمل أن يكون ذلك تهجد العباد ، فيجوز أن يقسم به. وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١) |
﴿ ١١ ﴾