١١٢٠إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ. قوله عزّ وجلّ : إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ قال ابن عباس إن أخذه بالعذاب إذا أخذ الظلمة لشديد. إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ أي يخلقهم أولا في الدنيا ، ثم يعيدهم أحياء بعد الموت ليجازيهم بأعمالهم في القيامة وَهُوَ الْغَفُورُ يعني لذنوب جميع المؤمنين. الْوَدُودُ أي المحب لهم ، وقيل المحبوب أي يوده أولياؤه ويحبونه ، وقيل يغفر ويود أن يغفر ، وقيل هو المتودد إلى أوليائه بالمغفرة. ذُو الْعَرْشِ أي خالقه ومالكه. الْمَجِيدُ قرئ بالرفع على أنه صفة للّه تعالى لأن المجد من صفات التعالي والجلال ، وذلك لا يليق إلا باللّه تعالى. وقرئ المجيد بالكسر على أنه صفة للعرش أي للسرير العظيم إذ لا يعلم صفة العرش وعظمته إلا اللّه تعالى وقيل أراد حسنه فوصفه بالمجيد فقد قيل إن العرش أحسن الأجسام ، ثم قال تعالى : فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ يعني أنه لا يعجزه شيء ولا يمنع منه شيء طلبه ، وقيل فعال لما يريد لا يعترض عليه معترض ، ولا يغلبه غالب ، فهو يدخل أولياءه الجنة برحمته ، لا يمنعه من ذلك مانع ، ويدخل أعداءه النار لا ينصرهم منه ناصر. هَلْ أَتاكَ أي قد أتاك حَدِيثُ الْجُنُودِ أي خبر الجموع الكافرة الذين تجندوا على الأنبياء ثم بين من هم فقال تعالى : فِرْعَوْنَ يعني وقومه وَثَمُودَ وكانت قصتهم عند أهل مكة مشهورة بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا أي من قومك يا محمد. فِي تَكْذِيبٍ يعني لك وللقرآن كما كذب من كان قبلهم من الأمم ، ولم يعتبروا بمن أهلكنا منهم وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ ، أي عالم بهم لا يخفى عليه شيء من أعمالهم يقدر أن ينزل بهم ما أنزل بمن كان قبلهم. بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢) |
﴿ ١٢ ﴾