٥قوله: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا} حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَلَمَةَ الطَّبَرَانِيُّ بِالطَّبَرِيَّةِ، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ، فَقُلْتُ:"ذَكَرَ اللّه {الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ: } إِلَى قَوْلِهِ { وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَجَعَلَ فِي هَذِهِ الآيَةِ تَوْبَةً، وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَـاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، قَالَ مَيْمُونٌ: أَمَّا الأُولَى فَعَسَى أَنْ تَكُونَ قَدْ قَارَفْتَ، وَأَمَّا الأُخْرَى هِيَ الَّتِي لَنْ تُقارِفَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:"إِذَا أَكْذَبَ الْقَاذِفُ نَفْسَهُ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ، وَإِلا كَانَ خَلِيعًا لا شَهَادَةَ لَهُ، لِقَوْلِ اللّه: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا}". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ"فِي الْمَحْدُودِ فِي الْقَذْفِ وَالسَّرِقَةِ، أَتَجُوزُ شَهَادَتُهُ؟، قَالَ وَلا أَقْبَلُهَا: يَقْبَلُهَا اللّه أَنَا". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قوله:"{إِلا الَّذِينَ تَابُوا}، قَالَ: مَنِ اعْتَرَفَ وَأَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ عَلانِيَةً أَنَّهُ قَالَ الْبُهْتَانَ، وَتَابَ إِلَى اللّه تَوْبَةً نَصُوحًا، وَالنَّصُوحُ: أَنْ لا يَعُودَ، وَإِقْرَارُهُ اعْتِرَافُهُ عِنْدَ الْجَلْدِ، حَيْثُ يُؤْخَذُ بِالْجَلْدِ، فَقَدْ تَابَ {وَاللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ}". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:"الْقَاذِفُ تَوْبَتُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَلا تَجُوزُ شَهَادَتُهُ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:"تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ إِذَا تَابَ، يَعْنِى: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا}". قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى:"{إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}، يَعْنِى: بَعْدَ الْقَذْفِ، وَأَصْلَحُوا الْعَمَلَ {فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ}، يَعْنِى: لِقَذْفِهِمْ، {رَحِيمٌ} يًعْنِى: رَحِيمًا بِهِمْ بَعْدَ التَّوْبَةِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله:"{وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، ثُمَّ عَادَ اللّه بَعْدَ ذَلِكَ بِعَائِدَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، فَقَالَ: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ}". |
﴿ ٥ ﴾