٤١رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً : علامة لوقت الحمل لتعجّل السّرور به «٦» ، ___________ (١) ذكر البغوي نحو هذا القول في تفسيره : ١/ ٢٩٩ ، وأضاف المؤلف في وضح البرهان : ١/ ٢٤٠ : «و أنه يكلم في المهد ويحيي الموتى». (٢) معاني الفراء : ١/ ٢١٣ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة ١/ ٩٢ ، وتفسير الطبري : (٦/ ٣٧٦ - ٣٨٠) ، واللسان : ٤/ ١٩٤ (حصر). وأورد الفخر الرازي هذا القول في تفسيره : ٨/ ٤٠ ، ثم قال : «و هذا القول عندنا فاسد لأن هذا من صفات النقصان ، وذكر صفة النقصان في معرض المدح لا يجوز ولأن على هذا التقدير لا يستحق به ثوابا ولا تعظيما. والقول الثاني - وهو اختيار المحققين - أنه الذي لا يأتي النساء لا للعجز بل للعفة والزهد ، وذلك لأن الحصور هو الذي يكثر منه حصر النفس ومنعها كالأكول الذي يكثر منه الأكل وكذا الشروب ، والظلوم ، والغشوم ، والمنع إنما يحصل أن لو كان المقتضى قائما ، فلو لا أن القدرة والداعية كانتا موجودتين ، وإلا لما كان حاصرا لنفسه فضلا عن أن يكون حصورا ، لأن الحاجة إلى تكثير الحصر والدفع إنما تحصل عند قوة الرغبة والداعية والقدرة ، وعلى هذا «الحصور» بمعنى الحاصر ، فعول بمعنى فاعل» ا ه. (٣) أساس البلاغة : ١/ ١٧٧ (حصر). (٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٢١ دون عزو ، وانظر تفسير ابن كثير : ٢/ ٣١. (٥) معاني الزجاج : ١/ ٤٠٨ ، معاني النحاس : (١/ ٣٩٥ ، ٣٩٦) ، ونقله الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٢١ ، والبغوي في تفسيره : ١/ ٣٠٠ ، عن الحسن. ونسبه ابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ٣٨٤ إلى الحسن ، وابن الأنباري ، وابن كيسان. قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٣/ ١٠٦ : «و هذا تأويل حسن يليق بزكريا عليه السلام». (٦) معاني الزجاج : ١/ ٤٠٩ ، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٣/ ١٠٨ : «سأل علامة على وقت الحمل ليعرف متى يحمل بيحيى». فمنع كلام النّاس ولم يمنع ذكر اللّه «١». والرّمز : الإيماء الخفيّ «٢». وإنّما ألقوا الأقلام «٣» وضربوا عليها بالقداح تفاديا عنها «٤» لأنّ السّنين «٥» ألحّت عليهم. وقيل «٦» : بل تنافسوا في كفالتها مقترعين فقرعهم زكريا. وسمّي بالمسيح «٧» لأنه مسح بالتبرك «٨» ، أو مسحه إيلياء/ بالدّهن ، [١٨/ ب ] «فعيل» بمعنى «مفعول» «٩» كالصّريع والجريح ، وقيل ما مسح ذا عاهة إلّا برأ «١٠» بمعنى «الفاعل» كالرّحيم والعليم. ___________ (١) بدليل قوله تعالى : وَاذْكُرْ رَبَّكَ وسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ. (٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٠٥ ، وقال الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤٠٩ : «و الرمز في اللّغة كل ما أشرت به إلى بيان بلفظ ، أي بأي شيء أشرت ، أبفم أم بيد أم بعينين. والرمز والترمز في اللّغة الحركة والتحرّك». وفي اللسان : ٥/ ٣٥٦ (رمز) : «الرّمز : تصويت خفي باللسان كالهمس ، ويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللّفظ من غير إبانة بصوت إنما هو إشارة بالشفتين ...». (٣) إشارة إلى قوله تعالى : وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آية : ٤٤]. والأقلام : السهام قال الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤١١ : «و إنما قيل للسّهم القلم لأنه يقلم أي يبرى وكل ما قطعت منه شيئا بعد شيء فقد قلمته ...». (٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٢٣ عن سعيد. [.....] (٥) المراد ب «السنين» هنا شدّة الجدب والقحط. (٦) أخرجه الطبري في تفسيره : (٦/ ٤٠٨ ، ٤٠٩) عن مجاهد ، وقتادة ، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٢٣ عن ابن عباس ، وعكرمة ، والحسن ، والربيع. (٧) من قوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [آية : ٤٥]. (٨) أشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها : بالبركة. وكذا ورد في تفسير الطبري : ٦/ ٤١٤ عن سعيد ، وفي تفسير الماوردي : ١/ ٣٢٤ ، وزاد المسير : ١/ ٣٨٩ عن الحسن وسعيد بن جبير. (٩) تفسير الطبري : ٦/ ٤١٤ ، وفيه : «يعني مسحه اللّه فطهره من الذنوب». (١٠) نقله البغوي في تفسيره : ١/ ٣٠٢ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ٣٨٩ ، والقرطبي في تفسيره : ٤/ ٨٩ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. وانظر المحرر الوجيز : ٣/ ١١٩ ، وتفسير ابن كثير : ٢/ ٣٤. وقيل : هو المصدّق ، أي : صدّقه الحواريون بمعنى المفعّل كالوكيل والوليد. وإخبار الملائكة بكلامه كهلا «١» دليل على أنّه يبلغ الكهولة وهذا علم الغيب ، وفيه أيضا ردّ على النّصارى ، لأنّ من تختلف أحواله لا يكون إلها. وموضع وَيُكَلِّمُ نصب بالعطف على وَجِيهاً أي : وجيها : ومكلما كهلا ورسولا. |
﴿ ٤١ ﴾