٩٣لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا : لما حرّمت الخمر قالت الصحابة : كيف بمن مات من إخواننا «٦». إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا : الاتقاء الأول : فعل الاتقاء ، والثاني : دوامه ، والثالث : اتقاء مظالم العباد بدليل/ ضم الإحسان إليه «٧». [٢٨/ أ] ___________ (١) تفسير الطبري : ١٠/ ٤٨٧ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٢/ ٦٧. [.....] (٢) ليس هذا على الإطلاق ، ولكنه في الغالب ، فقد استعمل القرآن في اتباع الحديث (يقص) كما في قوله تعالى : إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ [سورة النمل : ٧٦] ، وقوله تعالى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [سورة يوسف : آية : ٣] ، واستعمله أيضا في تتبع الأثر كما في قوله تعالى : وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ [سورة القصص : آية : ١١]. ينظر المفردات للراغب : (٤٠٣ ، ٤٠٤) ، واللسان : ٦/ ١٧٤ (قسس) ، (٧/ ٧٤ (قصص). (٣) ينظر كتاب النخل لأبي حاتم : (٥٤ ، ٥٥) ، واللسان : ١١/ ٥١٩ (فسل). (٤) اللسان : ١١/ ٥١٩ (فسل). (٥) النهاية لابن الأثير : ٣/ ٤٥١ ، واللسان : ١١/ ٥٢٢ (فصل). (٦) سنن الترمذي : ٥/ ٢٥٤ ، كتاب التفسير ، باب «ومن سورة المائدة» عن البراء بن عازب رضي اللّه عنه. ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ٣٥٧ ، وأسباب النزول للواحدي : ٢٤٢ ، وتفسير الماوردي : ١/ ٤٨٥ ، وزاد المسير : ٢/ ٤١٩. (٧) ذكره الفخر الرازي في تفسيره : ١٢/ ٨٩. وقال الطبري في تفسيره : ١٠/ ٥٧٧ : «الاتقاء الأول : هو الاتقاء بتلقي أمر اللّه بالقبول والتصديق ، والدينونة به والعمل. والاتقاء الثاني : الاتقاء بالثبات على التصديق ، وترك التبديل والتغيير. والاتقاء الثالث : هو الاتقاء بالإحسان ، والتقرب بنوافل الأعمال». - وتوجيه الطبري للحالة الثالثة أنسب لأن الديمومة على التقوى تستلزم الحالة الثالثة التي ذكرها المصنف وهي اتقاء الظلم ، وليس ضم الإحسان دليلا على ذلك ، فالإحسان أمر زائد على الفرائض والواجبات وترك المنهيات ، ولذا كان توجيه الطبري أنسب حيث جعله في دائرة التقرب بنوافل الأعمال. |
﴿ ٩٣ ﴾
<