| ٩٨فَمُسْتَقَرٌّ في الصّلب ، أو على الأرض ، وَمُسْتَوْدَعٌ : في الرحم ، أو في القبر «٥». ___________ (١) عن تفسير الطبري : ١١/ ٥٥٤. وانظر معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٢٧٤. (٢) ذكره الطبري في تفسيره : ١١/ ٥٥٩ فقال : «و قد قيل إن «الحسبان» في هذا الموضع مصدر من قول القائل : حسبت الحساب أحسبه حسابا وحسبانا. وحكى عن العرب : على اللّه حسبان فلان وحسبته ، أي : حسابه». وانظر : زاد المسير : ٣/ ٩١ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٣/ ٩٩. (٣) نص هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٢٠١. وانظر تفسير الطبري : ١١/ ٥٥٩ ، والكشاف : ٢/ ٣٨ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٣/ ١٠٥. [.....] (٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١١/ ٥٥٨ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٣/ ٩١ عن مقاتل. (٥) قال البغوي في تفسيره : ٢/ ١١٨ : «روى عن أبيّ أنه قال : مستقر في أصلاب الآباء ، ومستودع في أرحام الأمهات». ونقل ابن الجوزي في زاد المسير : ٣/ ٩٢ عن ابن بحر قال : «المستقر في الأصلاب ، والمستودع في الأرحام». وذكر الفخر الرازي في تفسيره : ١٣/ ١٠٩ : أنّ المستقر صلب الأب والمستودع رحم الأم لأن النطفة حصلت في صلب الأب لا من قبل الغير وهي حصلت في رحم الأم بفعل الغير ، فحصول تلك النطفة في الرحم من قبل الرجل مشبه بالوديعة لأن قوله : فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ يقتضي كون المستقر متقدما على المستودع ، وحصول النطفة في صلب الأب مقدم على حصولها في رحم الأم ، فوجب أن يكون المستقر ما في أصلاب الآباء ، والمستودع ما في أرحام الأمهات. - وجمهور المفسرين على أن المراد ب «المستقر» الرحم ، وب «المستودع» الصلب. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١١/ ٥٦٥ - ٥٧١) عن ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وعطاء ، وإبراهيم النخعي ، والسدي ، وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور : (٣/ ٣٣١ ، ٣٣٢) وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، والحاكم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. قال الطبري - رحمه اللّه - في تفسيره : ١١/ ٥٧١ : «و أولى التأويلات في ذلك بالصواب أن يقال : وإنّ اللّه جل ثناؤه عمّ بقوله : فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ، كلّ خلقه الذي أنشأ من نفس واحدة ، مستقرا ومستودعا ، ولم يخصص من ذلك معنى دون معنى. ولا شك أنّ من بني آدم مستقرا في الرحم ، ومستودعا في الصلب ، ومنهم من هو مستقر على ظهر الأرض أو بطنها ، ومستودع في أصلاب الرجال ، ومنهم مستقر في القبر ، مستودع على ظهر الأرض. فكلّ «مستقر» أو «مستودع» بمعنى من هذه المعاني ، فداخل في عموم قوله : فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ومراد به ، إلّا أن يأتي خبر يجب التسليم له بأنه معني به معنى دون معنى ، وخاص دون عام». | 
﴿ ٩٨ ﴾