١٠٩

وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها : فتح أَنَّها «٤» على حذف اللام أي : وما

___________

(١) ذكره الزجاج في معاني القرآن : ٢/ ٢٨٠ ، وقال : «و هذه اللّام يسميها أهل اللّغة لام الصيرورة ، وهذا كقوله تعالى : فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً فهم لم يلتقطوه يطلبون بأخذه أن يعاديهم ولكن كانت عاقبة أمره أن صار لهم عدوا وحزنا. وكما تقول : كتب فلان هذا الكتاب لحتفه ، فهو لم يقصد بالكتاب أن يهلك نفسه ، ولكن العاقبة كانت الهلاك».

وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس : ٢/ ٤٦٩ ، والتبيان للعكبري : ١/ ٥٢٨ ، والبحر المحيط : ٤/ ١٩٨ ، والدر المصون : ٥/ ٩٣.

(٢) قال الماوردي في تفسيره : ١/ ٥٥١ : «و في الكلام حذف ، وتقديره : ولئلا يقولوا درست ، فحذف ذلك إيجازا كقوله تعالى : يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا : أي : لئلا تضلوا».

(٣) ذكر الزجاج نحو هذا القول في معاني القرآن : ٢/ ٢٨١ ، وردّه.

وأورده النحاس في معاني القرآن : ٢/ ٤٧٢ دون عزو ، وعزاه الماوردي في تفسيره : ١/ ٥٥٢ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٢/ ٢٠٠ إلى الحسن.

قال أبو حيان : «و ما فسر به الحسن قد أوضحه بعض المعتزلة ، فقال : المراد بتزيين العمل تزيين المأمور به لا المنهي عنه ، ويحمل على الخصوص ، وإن كان عاما ، لئلا يؤدي إلى تناقض النصوص ، لأنه نص على تزيين اللّه للإيمان وتكريهه للكفر في قوله : حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ فلو دخل تزيين الكفر في هذه الآية في المراد لوجب التناقض بين الآيتين ، ولذلك أضاف التزيين إلى الشيطان بقوله : فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فلا يكون اللّه مزينا ما زينه الشيطان ، فنقول اللّه يزين ما يأمر به ، والشيطان يزين ما ينهى عنه حتى يكون ذلك عملا بجميع النصوص» انتهى.

قال أبو حيان - وأجيب أن لا تناقض لاختلاف التزيين ، تزيين اللّه بالخلق للشهوات وتزيين الشيطان بالدعاء إلى المعاصي. فالآية على عمومها في كل أمة وفي عملهم».

(٤) على قراءة نافع ، وحمزة ، والكسائي ، وعاصم في رواية حفص كما في السبعة لابن مجاهد ٢٦٥ ، ورجح مكي هذه القراءة في الكشف : ١/ ٤٤٥.

يشعركم إيمانهم؟ لأنها إذا جاءت لا يؤمنون «١» ، أو لا صلة «٢» وفي الكلام حذف ، أي : وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون أو لا يؤمنون؟.

وقيل «٣» : معنى أَنَّها لعلها.

وكسر إنها «٤» لتمام الكلام بقوله : قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ ، ثم قال : أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ على الاستئناف «٥».

﴿ ١٠٩