١١١

إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ : مجاز ، لأنه إنّما يشترى ما لا يملك ،

___________

(١) ثبت ذلك في حديث أخرجه الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال :

«دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بيت بعض نسائه ، فقلت : يا رسول اللّه! أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال : فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض ، ثم قال : «هو مسجدكم هذا» (لمسجد المدينة).

صحيح مسلم : ٢/ ١٠١٥ ، كتاب الحج ، باب «بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بالمدينة».

وفي سنن الترمذي : ٥/ ٢٨٠ ، كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة التوبة».

ومسند الإمام أحمد : ٥/ ٣٣١ بلفظ : «هو مسجدي هذا».

ورجح الطبري في تفسيره : ١٤/ ٤٧٩ قول من قال إنه مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالمدينة وقال : «لصحة الخبر بذلك عن رسول اللّه».

(٢) أخرجه الطبري في تفسيره : (١٤/ ٤٧٨ ، ٤٧٩) عن ابن عباس ، وعروة بن الزبير ، وابن زيد ، وعطية.

وأورد السهيلي في التعريف والإعلام : ٧٣ ، القولين ، وذكر بأنه ممكن الجمع بينهما :

«لأن كل واحد منهما أسس على التقوى ، غير أن قوله سبحانه : مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ يرجح الحديث الأول لأن مسجد قباء أسس قبل مسجد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم غير أن اليوم قد يراد به المدة والوقت ، وكلا المسجدين أسس على هذا من أول يوم ، أي من أول عام من الهجرة ، واللّه أعلم».

(٣) بعده في وضح البرهان للمؤلف : ١/ ٤١٠ : «فبقي واهيا لا يثبت عليه البناء».

(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٢٦٩ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٩٢ ، وتفسير الطبري : (١٤/ ٤٩١ ، ٤٩٢) ، ومعاني القرآن للزجاج : ٢/ ٤٧٠ ، وزاد المسير : ٣/ ٥٠٢.

(٥) ينظر تهذيب اللغة : ٦/ ٤١٢ ، والصحاح : ٢/ ٨٥٦ ، واللسان : (٥/ ٢٦٩ ، ٢٧٠) (هور).

ولكن المعنى تحقيق العوض في النفوس «١».

﴿ ١١١