٢٥

وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ : لما اشتد الخوف أتى نعيم بن مسعود مسلما من غير أن علم قومه ، فقال عليه السّلام : «إنّما أنت فينا رجل واحد وإنّما غناؤك أن تخادع عنّا فالحرب خدعة».

فأتى بني قريظة وكان نديمهم ، فذكّرهم ودّه ، وقال : إنّ قريشا وغطفان طارئين على بلادكم ، فإن وجدوا نهزة «٣» وغنيمة أصابوها ، وإلّا لحقوا ببلادهم ، ولا قبل لكم بالرجل ، فلا تقاتلوا حتى تأخذوا رهنا من أشرافهم [٧٨/ أ] ليناجزوا القتال ، ثم أتى قريشا وغطفان فذكرهم ودّه/ لهم ، وقال : بلغني أمر أنصحكم فيه فاكتموه عليّ ، إنّ معشر اليهود ندموا وترضّوا محمّدا على أن يأخذوا منكم أشرافا ويدفعوهم إليه ، ثم يكونون معه عليكم ، فوقع ذلك من القوم ، وأرسل أبو سفيان وعيينة إلى بني قريظة : إنا لسنا بدار مقام ، وقد هلك الخف والحافر «٤» ، فلنناجز «٥» محمدا. فطلبوا رهنا ، فقالت قريش :

___________

(١) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣/ ٣١٤ عن السدي.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٥٨٣ ، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي.

(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٤٩ ، والمفردات : ٤٨٤ ، واللسان : ١/ ٧٥٠ (نحب).

(٣) أي : فرصة.

الصحاح : ٣/ ٩٠٠ (نهز) ، والنهاية : ٥/ ١٣٥.

(٤) كناية عن الإبل والفرس ، وفي النهاية لابن الأثير : ٢/ ٥٥ : «و لا بد من حذف مضاف : أي ذي خف ... وذي حافر. والخفّ للبعير كالحافر للفرس».

وانظر اللسان : ٩/ ٨١ (خفف).

(٥) أي : نقاتل.

النهاية لابن الأثير : ٥/ ٢١.

واللّه إنّ حديث نعيم لحقّ ، وتخاذل القوم وانصرفوا «١».

﴿ ٢٥