٤فَالْمُقَسِّماتِ : الملائكة «٦». وهذه أقسام يقسم اللّه بها ولا يقسم بها الخلق لأنّ قسم الخلق استشهاد على صحة قولهم بمن يعلم السّرّ كالعلانية وهو اللّه ، وقسم الخالق إرادة تأكيد الخبر في نفوسهم ، فيقسم ببعض بدائع خلقه على وجه يوجب الاعتبار ويدل على توحيده. فالرياح بهبوبها وسكونها لتأليف السّحاب ، وتذرية الطّعام واختلاف «٧» الهواء وبعصوفها «٨» مرّة ولينها أخرى. والسّحاب بنحو وقوفها مثقلات بالماء من غير عماد ، وصرفها في وقت الغنى عنها بما لو دامت لأهلكت ، ولو انقطعت/ لم يقدر أحد على قطرة منها ، وبتفريق المطر ، وإلّا [٩١/ أ] ___________ (٣) معاني القرآن للفراء : ٣/ ٨٢ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢٢٥ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٢٠ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٥١ ، وتفسير المشكل لمكي : ٣٢١. (٤) المصادر السابقة. (٥) المصادر السابقة. (٦) المصادر السابقة. [.....] (٧) في «ك» : وإصلاح الهواء. (٨) عصوف الريح : هبوبها بشدة. اللسان : ٩/ ٢٤٨ (عصف). لأهلك الحرث والنّسل ، والسّفن فبتسخير البحر لجريانها ، وتقدير الريح لها بما لو زاد لغرق ، ولو ركد لأهلك. والملائكة بتقسيم الأمور بأمر ربّها. |
﴿ ٤ ﴾