٤٥
{وَاسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصلاةِ} .......
{وَإِنَّهَا
لَكَبِيرَةٌ}
(عليهما
ولكنه كنّى عن الأغلب وهو الصلاة كقوله) :
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ
وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّه}
وقوله :
{إذا رأوا تجارة أو لهواً انفضّوا إليها} فرد الكناية إلى الفضة لأنها الأغلب والأعم وإلى التجارة
لأنها الأفضل والأهم...
{وَإِنَّهَا} واحد منهما،
أراد بأن كل خصلة منهما
{لَكَبِيرَةٌ}
وقيل : رد
الكناية إلى كل واحد منهما قال تعالى :
{وَجَعَلْنَا
ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً} ولم يقل : آيتين،
أراد : جعلنا كل واحد منهما
آية.
حسن من علم يزينه حلم
ومن ناله قد فاز بالفرج
أي من نال كل واحد منهما.
وقال آخر :
لكل همّ من الهموم سَعة
والمسى والصبح لا فلاح معه
وقيل : ردّ الهاء الى الصلاة لأنّ الصبر داخل في الصلاة كقوله :
{وَاللّه وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} ولم يقل يرضوهما؛ لأنّ رضا الرسول داخل في رضا اللّه،
فردّ الكناية إلى اللّه. وقال
الشاعر وهو حسّان :
إنّ شرخ الشباب والشعر الأس
ود ما لم يُعاص كان جنونا
ولم يقل يُعاصَيا ردّه إلى
الشباب،
لأن الشعر الأسود داخل فيه.
وقال الحسين بن الفضل : ردّ الكناية إلى الاستعانة،
معناه : وأن الإستعانة بالصبر
والصلاة لكبيرة ثقيلة شديدة
{إِلا
عَلَى الْخَاشِعِينَ}
يعني المؤمنين،
وقال ابن عباس :
يعني المصلّين.
الوراق : العابدين المطيعين. مقاتل بن حيان : المتواضعين،
الحسن : الخائفين. قال الزجاج :
الخاشع الذي يُرى أثر الذل والخنوع عليه،
وكخشوع الدار بعد الاقواء،
هذا هو الأصل.
وقال النابغة :
رماد ككحل العين ما أن تبينه
ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشع |
﴿ ٤٥ ﴾