٦٩

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا} محل (ما) رفع بالأبتداء و {لَوْنُهَا} خبر،

وقرأ الضّحاك {لَوْنُهَا} نصباً كانّه عمل فيه لسببين وجعل ما صلة.

{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا} .

قال ابن عبّاس : شديد الصفرة وقال عدي بن زيد :

واني لأسقي الشرب صفراً فاقعاً

كأن ذكيّ المسك فيها يعبّق

قتادة وأبو العالية والربيع : صاف.

سعيد بن جبير : صفراء اللون والظلف.

الحسن : السوداء،

والعرب تسمي الأسود أصفر. قال الأعشى :

تلك خيلي منه وتلك ركابي

هن صفر أولادها كالزبيب

قال القتيبي : غلط من قال الصفراء هاهنا السوداء؛ لأنّ هذا غلط في نعوت البقر.

وإنّما هو في نعوت الإبل؛ وذلك أنّ السّوداء من الإبل شربت سوادها صفرة،

والآخر إنّه لو اراد السّوداء لما أكده بالفقوع لأنّ الفاقع المبالغ في الصّفرة. كما يُقال : أبيض يفق وأسود حالك وأحمر قاني وأخضر ناضر.

{تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} إليها وتعجبهم من حسنها وصفاء لونها؛ لأنّ العين تُسر وتولع بالنظر إلى الشيء.

الحسن قال : من لبس نعلاً صفراء قلّ همّه لأنّ اللّه يقول : صفراء فاقع لونها تسرّ الناظرين

﴿ ٦٩