٧٤

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ} قال الكلبي : قالوا بعد ذلك لم نقتله،

وأمكروا فلم يكونوا قط أعمى قلباً ولا أشد تكذيباً لنبيّهم منهم عند ذلك قال اللّه : {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم} الكلبي وأبو روق : يبست واشتدت وقال سائق البربري :

ولا ارى أثراً للذكر في جسدي

والحبل في الجبل القاسي له أثر

أبو عبيدة : جفّت.

الواقدي : جفّت من الشّدة فلم تلن.

المؤرّخ : غلظت،

وقيل : اسودّت.

قال الزجاج : تأويل القسوة ذهاب اللّين،

(وقال سيبوية) والخشوع والخضوع.

{ ذلك } أي بعد ظهور الدلالات.

{فَهِىَ} غلظها وشدتها.

{كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} أي بل أشد قسوة كقول الشاعر :

(بدت) مثل قرن الشمس في رونق الضحى

وصورتها أو أنت في العين أملح

أي بل،

وقيل : هو بمعنى الواو والألف صلة أي وأشد قسوة. كقوله تعالى {أَوْ كَفُورًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلا} أيّ وكفوراً.

وقرأ أبو حياة : أو أشد قساوة،

وقال الكسائي : القسوة والقساوة واحد كالشقوة والشّقاوة ثمّ عذر الحجارة وفضلها على القلب القاسي فقال {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنهار} وقرأ مالك بن دينار ينفجر بالنون كقوله {فَانفَجَرَتْ} ،

وفي مصحف أُبي : منها الأنهار ردّ الكناية إلى الحجارة .

{وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ} أي يتشقق هكذا قرأها الأعمش.

{فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ} ينزل من أعلى الجبل إلى أسفله.

{مِنْ خَشْيَةِ اللّه} عزّ وجلّ وقلوبكم يا معاشر اليهود لا تلين ولا تخشع ولا تأتي بخير.

{وَمَا اللّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} وعيد وتهديد أي بتارك عقوبة ما تعملون بل يجازيكم به.

﴿ ٧٤