٧٩

{فَوَيْلٌ} روى أبو سعيد الخدري عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (الويل واد في جهنّم يهوي فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يبلغ إلى قعره).

سعيد بن المسيب : وادٍ في جهنّم لو سرت فيه جبال الدّنيا لماعت من شدّة حرّها.

ابن بريدة : جبل من قيح ودم.

ابن عبّاس : شدّة العذاب.

ابن كيسان : كلمة يقولها كلّ مكروب.

الزجّاج : كلمة يستغلّها كل واقع في الهلكة وأصلها العذاب والهلاك.

وقيل : هو دعاء الكفّار على أنفسهم بالويل والثّبور.

{لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِندِ اللّه لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا} وذلك إنّ أحبار اليهود خافوا ذهاب ملكهم وزوال رئاستهم حين قدم النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) المدينة واحتالوا في تعويق اليهود عن الإيمان به فعمدوا إلى صفته في التوّراة وكان صفته فيها حسن الوجه،

حسن الشعر،

أكحل العين،

ربعة فغيروها وكتبوا مكانها طويل أزرق،

سبط الشعر. فإذا سألهم سفلتهم عن محمّد (صلى اللّه عليه وسلم) قرأوا عليهم ما كتبوا فيجدونه مخالفاً لصفة محمّد (صلى اللّه عليه وسلم) فيكذبونه قال اللّه تعالى : {فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} من تغيير نعت محمّد.

{وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} من المأكول ولفظة الأيدي للتأكيد كقولهم مشيت برجلي ورأيت بعيني. قال اللّه تعالى : {ولا طائر يطير بِجَنَاحَيْهِ} .

قال الشّاعر :

نظرت فلم تنظر بعينك منظراً

وقال أبو مالك : نزلت هذه الآية في الكاتب الّذي يكتب لرسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وقد كان قرأ البقرة وآل عمران،

وكان النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) يملي : غفوراً رحيماً،

فيكتب : عليماً حكيماً،

فيقول له النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) (اكتب كيف شئت) ويملي عليه : عليماً حكيماً،

فيكتب : سميعاً بصيراً،

فيقول النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) (اكتب كيف شئت) قال : فارتدّ ذلك الرّجل عن الإسلام ولحق بالمشركين.

قال : أما يعلمكم محمّد (صلى اللّه عليه وسلم) أن كنت لأكتب ما شئت أنا،

فمات ذلك الرّجل فقال النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) (إنّ الأرض لا تقبله).

قال : فأخبرني أبو طلحة : إنّه أتى الأرض الّتي بات فيها فوجده منبوذاً،

فقال أبو طلحة : ما شأن هذا؟

قالوا : دفنّاه مراراً فلم تقبله الأرض.

﴿ ٧٩