٨٧{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا} أعطينا. {مُوسَى الْكِتَابَ} التوراة جملة واحدة. {وَقَفَّيْنَا} أردفنا واتبعنا. {مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ} رسولاً بعد رسول. يُقال : مضى أثرهُ وقفا غيره؛ في التعدية وهو مأخوذ من قفا الأنسان قال اللّه {ولا تقف ماليس لك به علم} ، وقال أُمية بن الصّلت : قالت لأخت له قُصيه عن جنب وكيف تقفو ولا سهل ولا جدد {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا} العلامات الواضحات والدلالات اللايحات وهي التي ذكرها اللّه عزّ وجلّ في سورة آل عمران والمائدة. {وَأَيَّدْنَاهُ} قويناه وأعناه من الآد والأيد، مجاهد : أيدناه بالمد وهما لغتان مثل كرّم وأكرم. {بِرُوحِ الْقُدُسِ} خفف ابن كثير القدس في كل القرآن، وثقله الآخرون، وهما لغتان مثل الرّعب والسّحت ونحوهما، واختلفوا في روح القدس فقال الربيع وعكرمة : هو الرّوح الذي نفخ فيه إضافة إلى نفسه؛ تكريماً وتخصيصاً نحو بيت اللّه، وناقة اللّه وعبد اللّه، والقدس : هو اللّهعزّ وجلّ يدلّ عليه قوله تعالى {وَرُوحٌ مِّنْهُ} وقوله {ونفخنا فيه من روحنا} والآخرون : أرادوا بالقدس الطهارة يعني الرّوح الطاهر سمّى روحه قدساً؛ لأنّه لم يتضمنه أصلاب الفحولة ولم تشتمل عليه أرحام الطوامث إنّما كان أمراً من اللّه تعالى. السّدي والضّحاك وقتادة وكعب : الروح القدس : جبرئيل قال الحسن : القدس : هو اللّه وروحه جبرئيل. السّدي : القدس : البركة وقد عظّم اللّه بركة جبرئيل إذ أنزل اللّه عامة وحيه إلى أنبيائه على لسانه وتأييد عيسىج بجبرئيل هو إنّه كان قرينه يسير معه حيثما شاء والآخر إنّه صعد به إلى السّماء، ودليل هذا التأويل قوله تعالى {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ} . وقال ابن عبّاس وسعيد بن جبير وعبيد بن عمير : هو اسم اللّه الأعظم وبه كان يُحيي الموتى ويُري النّاس تلك العجائب. وقال ابن زيد : هو الأنجيل جُعل له روحاً كما جعل القرآن لمحمّد (صلى اللّه عليه وسلم) روحاً، يدلّ عليه قوله تعالى {وَ كذلك أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} فلمّا سمعت اليهود بذكر عيسىج قالوا : يا محمّد لا مثل عيسى كما زعمت ولا كما يقصّ علينا من الأنبياء (عليهم السلام) قالوا : فأتنا بما أتى به عيسى إن كنت صادقاً. فأنزل اللّه عزّ وجلّ {أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ} يا معشر اليهود {رَسُولُ بِمَا لا تَهْوَى} لا تحب ولا توافق. {أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ} تكبّرتم وتعظمتم عن الأيمان به. {فَفَرِيقًا} طائفة سُميّت بذلك لأنّها فرقت من الحملة. {كَذَّبْتُمْ} عيسى ومحمّداً. {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ} أيّ قتلتم زكريا ويحيى وسائر من قُتلوا من الأنبياء. |
﴿ ٨٧ ﴾