١١٠

{وأقيموا الصلاة وآتوا الزكوة وما تقدّموا} تسلفوا.

{نفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ} طاعة وعمل صالح.

{تَجِدُوهُ} تجدوا ثوابه ونفعه. {عِندَ اللّه} وقيل : بالخبر الحال كقوله عزّ وجلّ {إِن تَرَكَ خَيْرًا} ومعناه وما تقدّموا لأنفسكم من زكاة وصدقة تجدوه عند اللّه أي وتجدوا الثمرة واللقمّة مثل أحُد {إِنَّ اللّه بِمَا تَعْمَلُونَ} ورد في الحديث : إذا مات العبد قال اللّه : ما خلّف؟

وقال الملائكة : ما قدّم؟

وعن أنس بن مالك قال : لمّا ماتت فاطمة بنت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) دخل علي بن أبي طالب ج الدّار فأنشأ يقول :

لكلّ اجتماع من خليلين فرقة

وكلّ الّذي دون الفراق قليل

وإنّ افتقادي واحداً بعد واحد

دليلٌ على أن لا يدوم خليل

ثمّ دخل المقابر فقال : السلام عليكم يا أهل القبور أموالكم قسّمت ودوركم سكنّت وأزواجكم نكحت فهذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟

فهتف هاتف : وعليكم السلام ما أكلنا رِبْحَنَا وما قدّمنا وجدنا وما خلّفنا خسرنا.

﴿ ١١٠