٧{هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ} متقنات مبينات مفصلات. {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أي أصله الذي يعمل عليه في الأحكام ويجمع الحلال والحرام ويفرَّغ لأهل الإسلام، وهنَّ آيات التوراة والإنجيل والقرآن، وفي كل كتاب يرضى به أهل كل دين، ولا يختلف فيه أهل كل بلد. والعرب تسمي كلَّ شيء فاضل جامع يكون مرجعاً لقوم، كما قيل للَّوح المحفوظ : أم الكتاب، والفاتحة : أمُّ القرآن، ولمكَّه : أمَّ القرى وللدماغ : أمُّ الرأس، وللوالدة : أم، وللراية : أم، وللرجل الذي يقوم بأمر العيال : أم، وللبقرة والناقة أو الشاة التي يعيش بها أهل الدار : أم، وكان عيسى (عليه السلام) يقول : (للماء هذا أبي)، وللخبز : (هذه أُمَّي)؛ لأنَّ قوام الأبدان بهما. وإنَّما قال أُمَّ الكتاب ولم يقل أُمَّهات الكتب ؛ لأنَّ الآيات كلها في تكاملها واجتماعها كالآية الواحدة، وكلام اللّه واحدٌ. وقيل : معناه كلمة واحدة فهُنَّ أُمَّ الكتاب كما قال : {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً} أي كل واحد منهما آية. {وَأَخَّرَ} : جمع أخرى ولم يصرف؛ لأنَّه معدول عن أواخر، مثل عُمر، وزفر وهو قاله الكسائي. وقيل : ترك أخراه؛ لانَّه نعت مثل جُمع، وكُسع لم يصرفا؛ لأنَّهما نعتان. وقيل : لأنَّه مبني على واحدة في ترك الصرف وواحدة اخرى غير مصروف. {مُتَشَابِهَاتٌ} : تشبه بعضها بعضا، واختلف العلماء في المحكم والمتشابه كليهما فقال فتادة والربيع والضحاك والسدي : (المحكم : الناسخ الذي يُعمل له). (والمتشابه : المنسوخ الذي يؤمن به ولا يعمل به، هي رواية عطيه عن ابن عباس). روى علي ابن أبي طلحة عنه قال : (محكمات القرآن ناسخة، وحلاله، وحرامه، وحدوده، وفرائضه، وما يؤمر به ويعمل به). والمتشابها : منسوخه ومقدمه ومؤخره وأمثاله واقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به. زهير بن معاوية عن أبي إسحاق قال : قال ابن عباس : قوله تعالى : {مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ} قال : هي الثلاث الآيات في سورة الأنعام {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} إلى آخر الآيات الثلاث، نظيرها في سورة بني اسرائيل {وقضى ربُّك ألاّ تعبد إلاّ إيَّاه} الآيات. وقال مجاهد، وعكرمة : (المحكم : ما فيه من الحلال والحرام وما سوى ذلك متشابه (يصدَّق) بعضها بعضا). قد روى محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير قال : الحكم : مالا يُحتمل من التأويل غير وجه واحد. والمتشابه : ما أحتمل من التأويل أوجهاً. وقال ابن زبير : من المحكم ما ذكر اللّه تعالى في كتابه من قصص الانبياء (عليهم السلام)، وفصلت وتنتهِ لمحمد (صلى اللّه عليه وسلم) وأمَّته، كما ذكر قصة نوح في أربع وعشرين آية منها، وقصة هود في عشر آيات، وقصّة صالح في ثمان آيات، وقصة إبراهيم في ثمان آيات، وقصة لوط في ثمان آيات ، وقصة شعيب في عشر آيات، وقصة موسى في آيات كثيرة. وذكر (آيات) حديث رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) في أربع وعشرين آية. والمتشابه : هو ما أختلف به الالفاظ من قصصهم عند التكرير، كما قال في موضع من قصة نوح : {قُلْنَا احْمِلْ} وقال وفي موضع آخر : {فَاسْلُكْ} . وقال في ذكر عصا موسى : {فَإِذَا هِىَ حَيَّةٌ تَسْعَى} ، وقال في موضع آخر : {ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ} ونحوها. وإن بعضهم قال : (المحكم : ما عرف العلماء تأويله، وفهموا معناه). (والمتشابه : ما ليس لأحد الى علمه سبيل مما استأثر اللّه بعلمه) وذلك نحو الخبر عن وقت خروج الدجّال، ونزول عيسى، وطلوع الشمس من مغربها، وقيام الساعة، وفناء الدَّنيا، ومحوها. وقال أبو فاختة : (المحكمات التي هنَّ أم الكتاب فواتح السور منها يستخرج القرآن {الم ذلك الكتابُ لا ريب فيه} منها استخرجت البقرة، و {الم اللّه} أستخرجت آل عمران. وقال ابن كيسان : (المحكمات حجتها واضحة، ودلائلها لائحة، لا حاجة بمن سمعها الى طلب معانيها في المتشابه الذي شك علمه، بالنظر فيه يعرف العوَّام تفصيل الحق فيه من الباطل). وقال بعضهم : (المحكم ما أجمع على تأويله، والمتشابه ما ليس معناه واضح). وقال أبو عثمان : المحكم فاتحة الكتاب. وقال الشعبي : رأيتُ في بعض التفاسير أنَّ المتشابه هو (ما خفي لفظه والمحكم ما كان لفظه واضح وعلى هذا القرآن كلّه) محكم من وجه على معنى (بشدَّة) (.....)، قال اللّه تعالى : {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ} . والمتشابه من وجه فهو إنَّه يشبه بعضه بعضاً في الحسن ويصدق بعضه بعضاً. وقال ابن عبَّاس في رواية شاذان : المتشابه حروف التهجَّي في أوائل السَّور، وذلك بأنَّ حكام اليهود هم حُيي بن أحطب، وكعب بن الأشرف ونظراءهما أتوا النبي صلى اللّه عليه وسلَّم فقال له حيَّي : بلغنا أنَّه أُنزل عليك (آلم) أأُنزلت عليك؟ قال : نعم، فإن كان ذلك حقَّاً فإنَّي أعلم من هلك بأُمَّتك وهو إحدى وسبعون سنة فهل أنزلت عليك غيرها؟ قال : نعم والى {المص} ، قال : هذه أكبر من تلك هي إحدى وستون ومائة سنة فربما غيرها؟ قال : نعم {الر} قال : هذه أكثر من مائة وسبعون سنة ولقد خلطت علينا فلا ندري أبكثيره نأخذ أم بقليلة؟ ونحن ممَّن لا يؤمن بهذا، فأنزل تعالى : {هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} : أي ميل عن الحق، وقيل : شك. {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} : إختلفوا في معنى هذه الآية، فقال الربيع : هم وفد نجران خاصموا النبي صلى اللّه عليه وسلَّم وقالوا : ألست تعلم أنَّه كلمة اللّه وروح منه؟ قال : بلى، قالوا : فحسبنا ذلك، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية. وقال الكلبي : هم اليهود (أجهل) هذه الأمَّة باستخراجه بحساب الجمل. وقال ابن جري : هم المنافقون. (قال) الحسن : هم الخوارج. وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية {فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} قال : إن لم يكونوا آخرون فالسبابيَّة ولا أدري من هم. وقال بعضهم : هم جميع المُحدثة. وروي حمَّاد بن سلمة وأبو الوليد يزيد بن أبي ميثم وأبوه جميعاً عن عبد اللّه بن أبي مليكة الفتح عن عائشة : أنَّ رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم قرأ هذه الآية : {هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} فقال صلَّى اللّه عليه وسلَّم : (إذا رأيتم الَّذين يسألون عمَّا تشابه منه ويجادلون فيه الَّذين عنى اللّه عزَّ وجل فاحذروهم ولا تخالطوهم. ) {ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ} : طلب الشرك قالهُ الربيع، والسدي، وابن الزبير، ومجاهد : ابتغاء الشبهات واللبس ليضلّوا بها جهّالهم. {وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ} : تفسيره وعلمهُ دليله قوله تعالى : {سأنبئك بتأويل مالم تستطع عليه صبرا} . وقيل : ابتغاء عاقبته، وطلب مدة أجل محمَّد، وامته من حساب الجمل، دليله قوله تعالى { ذلك خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} أي عاقبته، وأصلهُ من قول العرب : تأول الفتى إذا انتهى. قال : الأعشى : على أنّها كانت تأوّل جها تأوّل ربعي السقاب فأصحبا يقول : هذا السجيُ لها فانقرت لها وابتغتها، قال اللّه تعالى : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه وَالراسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} واختلف العلماء في نظم هذه الآية وحكمها. فقال قوم : الواو في قوله {الرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ} واو العطف، يعني أن تأويل المتشابه يعلمهُ اللّه ويعلمهُ الراسخون في العلم وهم مع علمهم يقولون : {بِهِ إِنَّهُ} . وهو قول مجاهد والربيع، ومحمد بن جعفر بن الزبير، واختيار القتيبي قالوا : معناها يعلمونه ويقولون آمنا به فيكون قوله : يقولون، حالاً والمعنى : الراسخون في العلم قائلين آمنَّا به. قال ابن المفرغ الحميري : أضربت حبك من امامه من بعد أيام برامه الريح تبكي شجوها والبرق يلمعُ في الغمامة أراد والبرق لامعاً في غمامه وتبكي شجوه أيضاً، ولو لم يكن البرق يشرك الريح في البكاء لم يكن لذكر البرق ولمعانهُ معنى. ودليل هذا التأويل قولهُ : {ما أفاء اللّه على رسوله من أهل القرى فللّه والرسول ولذي القُربى واليتامى والمساكين وابن السبيل}. ثم قال : {لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ} الآية. ثم قال : {والَّذين تبوؤا الدار والإيمان} : أي والذين تبؤوا الدار، ثم قال : {وَالَّذِينَ جَآءُو مِن بَعْدِهِمْ} . ثم أخبر عنهم أنَّهم {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا} الآية. ولا شك في أنَّ قوله : {وَالَّذِينَ جَآءُو مِن بَعْدِهِمْ} عطف على قوله : {والَّذين تبوؤا الدار} ، وانَّهم يشاركون للفقراء المهاجرين والأنصار في الفيء و{يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا} من جملة {الَّذين جاءوا من بعدهم} . فمعنى الآية {وَالَّذِينَ جَآءُو مِن بَعْدِهِمْ} وهم مع استحقاقهم الفيء {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا} أي قائلين على الحال. فكذلك هاهنا في {يَقُولُونَ رَبَّنَآ} أي ويقولون آمنا به. ومما يؤيد هذا القول أنَّ اللّه تعالى لم ينزل كتابه إلاّ لينتفع له مبارك، ويدل عليه على المعنى الذي ارادهُ فقال : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ} ، وقال : {بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ} . والمبين الظاهر، وقال : {بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ} . فوصف جميعهُ بالتفصيل والتبيين وقال : {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} . ولا يجوز أن تبَّين مالا يعلم، وإذا جاز أن يعرفهُ الرسول صلى اللّه عليه وسلَّم مع قوله لا يعلمهُ إلاّ اللّه، جاز أن يعرفهُ الربانيون من أصحابه. وقال : {اتَّبِعُوا مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} ولا تؤمر باتَّباع مالا يُعلم؛ ولأنَّه لولم يكن للراسخين في العلم هذا لم يكن لهم على المعلمين والجهال فضلُ؛ لأنهم ايضاً يقولون آمنا به. {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} : ولأنَّا لم نر من المفسرين على هذه الغاية (قوماً) يوفقوا عن شيء من تفسير القرآن وقالوا : هذا متشابه لا يعلمهُ إلاّ اللّه، بل أعزوه كله وفسروه حتى حروف التهجي وغيرها. وكان ابن عباس يقول : في هذه الآية : أنا من الراسخين في العلم. وقرأ مجاهد هذه الآية وقال : أنا ممّن يعلم تأويله. وروى سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : كل القرآن أعلم ولا أعلم أربعة : غسلين، وحناناً، والاوَّاه، والترقيم. وهذا إنَّما قال ابن عباس في وقت ثم علمها بعد ذلك وفسرَّها. وقال آخرون : الواو في قوله {وَالراسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} واو الاستئناف وتم الكلام، وانقطع عند قوله : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه} . ثم ابتدأ وقال : {هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ} تلا {وَالراسِخُونَ} أبتداء وخبره في يقولون، وهذا قول عائشة وعروة بن الزبير، ورواية طاوس عن ابن عباس، واختيار الكسائي والفراء والمفضَّل بن سلَّمة ومحمد بن جرير قالوا : إنَّ الراسخين لا يعلمون تأويله، ولكنهم يؤمنون به. والآية راجعة على هذا التأويل الى العلم بما في أجَلَ هذه الأمة ووقت قيام الساعة، وفناء الدنيا، ووقت طلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى (عليه السلام) ، وخروج الدجال، ويأجوج ومأجوج، وعلم الروح ونحوها مما إستأثر اللّه لعلمه ولم يطلع عليه أحد من خلقه. وقال بعضهم : (إعلم أنّ المتشابه من الكتاب قد) أستأثر اللّه بعلمه دوننا، ونفسّره نحنُ، ولم نتعبد بذلك. بل ألزمنا العمل بأوامره وإجتناب نواهيه، ومما يصدَّق هذا القول قراءة عبد اللّه أنَّ تأويلهُ لا يُعلم إلاّ عند اللّه، والراسخون في العلم يقولون آمنا به. وفي حرف ( ) الراسخون في العلم آمنَّا به. ودليله أيضاً ما روَّي عن عمر بن عبد العزيز، إنَّه قرأ هذه الآية ثم قال : انتهى علم الراسخين في العلم بتأويل القرآن الى أن قالوا : {بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا} . وقال أبو نهيك الأسدي : إنَّكم تصلون هذه الآية وإنَّها مقطوعة وهذا القول أقيس العربَّية وأشبه مظاهر الآية والقصة واللّه أعلم. والراسخون : الداخلون في العلم الذين أتقنوا علمهم، واستنبطوه فلا يدخلهم في معرفتهم شك، وأصله من رسوخ الشيء في الشيء وهو ثبوته وأوجب فيه يُقال : (رسخ الإيمان في القلب فلان) فهو يرسخ رسخاً ورسوخاً وكذلك في كل شيء ورسخ رصخ، وهذا كما يُقال : مسلوخ ومصلوخ قال الشاعر : لقد رسخت في القلبِ منك مودة للنبي أبتْ آياتها أن تغيرا وقال بعض المفسّرين من العلماء : الراسخون علماً : مؤمني أهل الكتاب، مثل عبد اللّه بن سلام و (ابن صوريا وكعب). (قيل : ) الراسخون في العلم هم بعض الدارسين علم التوراة. وروي عن أنس بن مالك (وأبي الدرداء وأبي أمامة) : أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) سُئل مَنْ الراسخون في العلم؟ فقال : (منْ برَّت يمينهُ، وصدق لسانهُ واستقام قلبهُ، وعف بطنهُ وفرجهُ، فذلك الراسخ في العلم). وقال وهيب : سمعتُ مالك بن أنس يُسأل عن تفسير قولهِ {وَالراسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} من هم؟ قال : العالم العامل بما علم تبع له. وقال نافع بن يزيد : كما أن يُقال الراسخون في العلم المؤمنون باللّه، المتذللون في طلب مرضاته، لا يتعاظمون على من فوقهم، ولا (يحقّرون) من دونهم. وقال بعضهم : {الرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ} : من وجد في عملهِ أربعة أشياء : التقوى بينهُ وبين اللّه تعالى، والتواضع بينهُ وبين الخلق، والزهد بينه وبين الدنيا، والمجاهدة بينهُ وبين نفسهُ. وقال ابن عباس ومجاهد والسدي بقولهم : (آمنا به) سمّاهم اللّه تعالى : الراسخين في العلم؛ فرسوخهم في العلم قولهم : آمنا به أي بالمتشابه {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، ما علمناه وما لم نعلمهُ. قال المبرد : زعم بعض الناس أن (عند) ههنا صلة ومعناهُ كل من ربَّنا. {وَمَا يَذَّكَّرُ} : يتعظ بما في القرآن. {إلاّ أولو الألباب} : ذووا العقول ولبَّ كل شيء خالصه (فلذلك قيل للعقل لب). |
﴿ ٧ ﴾