٩١

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ} الآية،

فإن قيل : فما معنى قوله تعالى : {لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} وقد سبقت حكمة اللّه تعالى في قبول توبة من تاب؟

قلنا : اختلف العلماء فيه،

فقال بعضهم : لن يقبل توبتهم عند الغرغرة والحشرجة.

قال الحسن وقتادة وعطاء : لن يقبل توبتهم لأنّهم لا يؤمنون إلاّ عند حضور الموت،

قال اللّه تعالى : {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيَِّئاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّى تُبْتُ الَْانَ} الآية.

مجاهد : لن يقبل توبتهم بعد الموت إذا ماتوا على الكفر. ابن عباس وأبو العالية : لن يقبل توبتهم ما أقاموا على كفرهم {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَاكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّه وَالملائكة وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} أي حشوها،

وقدر ما يملأ الأرض من شرقها إلى غربها ذهباً،

نصب على التفسير في قول الفراء.

وقال المفضّل : ومعنى التفسير أن يكون الكلام تاماً وهو مبهم،

كقولك : عندي عشرون،

فالعدد معلوم والمعدود مبهم،

وإذا قلت : عشرون درهماً فسّرت العدد،

وكذلك إذا قلت : هو أحسن الناس،

فقد أخبرت عن حسنه ولم تبين في أي شيء هو،

فإذا قلت : وجهاً أو فعلا منه فإنّك بيّنته ونصبته على التفسير،

وإنّما نصبته لأنّه ليس له ما يخفضه ولا ما يرفعه،

فلمّا خلا من هذين نصب لأنّ النصب أخف الحركات فجُعل لكل ما لا عامل فيه،

وقال الكسائي : نصب ذهباً على إضمار من،

أي من ذهب كقولهم : وعدل ذلك صياماً أي من صيام.

{وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} : روى قتادة عن أنس بن مالك أن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً أكنت مفتدياً به؟

فيقول : نعم،

فيقال لقد سئلت ما هو أيسر من ذلك)،

قال اللّه : {أُولَاكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} .

﴿ ٩١