١٥٥

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا} انهزموا {مِّنكُمْ} يا معشر المؤمنين {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} جمع المسلمين والمشركين {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ} .

قال المفضل : حملهم على الزلل،

وهو استفعل من الزلّة وهي الخطيئة.

وقال القتيبي : طلب زلتهم،

كما يقال : استعجلت عليها،

أي طلبت عجلته،

واستعجلته طلبت عمله،

وقيل : أزل واستزل بمعنى واحد.

وقال الكلبي : زيّن لهم الشيطان أعمالهم حينما كسبوا،

أي بشؤم ذنوبهم،

قال المفسرون : بتركهم المراكز،

وقال الحسن : ما كسبوا قبولهم من إبليس وما وسوس إليهم من الهزيمة.

{وَلَقَدْ عَفَا اللّه عَنْهُمْ إِنَّ اللّه غَفُورٌ حَلِيمٌ} .

وروى إبراهيم بن إسحاق الزهري،

أن جعفر بن عون حدثهم أن زائدة حدثهم عن كليب ابن وائل قال : جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان أكان شهد بدراً؟

قال : لا،

قال : أكان شهد بيعة الرضوان؟

قال : لا،

قال : أفكان من الذين تولّوا يوم التقى الجمعان؟

قال : نعم،

فقيل له : إن هذا يرى أنك قد عبته،

فقال : عليّ به،

أمّا بدر فإن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قد ضرب له بسهمه،

وأما بيعة الرضوان فقد بايع (له) رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) ويد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) خير من يد عثمان،

وأما الذين تولوا يوم التقى الجمعان (فإن اللّه قال : {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللّه عَنْهُمْ} ) فاذهب فاجهد عليّ جهدك.

﴿ ١٥٥