١٨٩-١٩٠

قال اللّه {فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم وللّه ملك السماوات والأرض واللّه على كل شيء قدير إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} .

عن عطاء بن أبي رباح قال : دخلت مع ابن عمر إلى عائشة رضي اللّه عنها فقال ابن عمر : أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول اللّه؟

فبكت فأطالت ثم قالت : كل أمر رسول اللّه عجب،

أتاني في ليلتي فدخل معي في لحافي حتى ألصق جلده بجلدي ثم قال : يا عائشة هل لك أن تأذني لي في عبادة ربّي عزّ وجلّ؟

فقلت : واللّه يا رسول اللّه إني لأحبّ قربك وأحبّ هواك قد أذنت لك،

فقام عليه الصلاة والسلام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء،

ثم قام يصلي فقرأ من القرآن وجعل يبكي حتى بلغ الدموع حجره،

ثم رفع يده فجعل يبكي حتى رأيت الدموع قد بلت الأرض،

فأتاه بلال بصلاة الغداة فرآه يبكي فقال : يا رسول اللّه تبكي وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟

فقال : (يا بلال أفلا أكون عبداً شكوراً) ثم قال : (ومالي لا أبكي وقد أنزل اللّه تعالى في هذه الليلة عليَّ {إن في خلق السماوات والأرض} الآية ثم قال : ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها).

وعن محمد بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما عن أبيه : أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) كان إذا قام من الليل يسوّك ثم ينظر إلى السماء ثم يقول : {إن في خلق السماوات والأرض} إلى قوله {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} .

عمرو بن موسى عن قتادة عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (أشدّ آية في القرآن على الجن {إن في خلق السماوات والأرض} ) الآية.

سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أتت قريش اليهود فقالوا : ما جاءكم به موسى من الآيات؟

فقالوا : عصاه ويده البيضاء للناظرين. وسألوا النصارى فقالوا : كيف كان عيسى فيكم؟

قالوا : كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فأتوا النبي (صلى اللّه عليه وسلم) فقالوا : ادع لنا ربّك يجعل لنا الصفا ذهباً،

﴿ ١٩٠