٨٥{مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} أي يحسن القول في الناس ويسعى في إصلاح ذات البين {يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ} أي حظ {مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً} فيسيء القول في الناس ويمشي بينهم بالنميمة والغيبة. {يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا} . قال ابن عباس وقتادة : الكفل الوزر والإثم، وقال الفراء وأبو عبيدة : الحظ والنصيب، مأخوذ من قولهم : اكتفلت البعير إذا (أدرت) على سنامه أو موضع من ظهره كساءً وركبت عليه. وقيل له : اكتفل لأنه لم يستعمل الظهر كلّه وإنما شغل شيئاً من الظهر. وقال مجاهد : شفاعة حسنة وشفاعة سيئة شفاعة الناس وهم البعض. {وَكَانَ اللّه عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقِيتًا} مقتدراً. الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : مقيتاً أي مقتدراً مجازياً بالحسنة حسنة يقال : أقات أي اقتدر. قال الشاعر : وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت على مساءته مقيتاً وأنشد النضر بن (شميل) : ولا تجزع وكن ذا حفيظه فأني عليَّ ما ثناه لمقيت المبرد : قتّ الشيء أقوته وأقيته أي كففته أمر قوته، ومجاهد : شاهداً، وقال قتادة : حافظاً، والمقيت للشيء الحافظ له. وقال الشاعر، في غير هذا المعنى : ليت شعري وأشعرن إذا ما قربوها منشورة ودعيت إليّ الفضل أم عليّ إذا حوسبت إنّي على الحساب مقيت أي موقوف عليه وقال الفرّاء : المقيت المقتدر أن يعطي كل رجل قوته. وجاء في الحديث : وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ويقيت، ثم نزل في قوم بخلوا برد السلام |
﴿ ٨٥ ﴾