١٠٨{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ} أي يستترون ويستحيون من الناس {وَلا يَسْتَخْفُونَ} أي يستترون ولا يستحيون {مِنَ اللّه وَهُوَ مَعَهُمْ} يعني علمه. {إِذْ يُبَيِّتُونَ} . الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : يعني يقولون، عن سفيان عن الأعمش عن أبي رزين : يولعون {مَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} يعني بأن اليهودي سرقه {وَكَانَ اللّه بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} يعني قد احاط اللّه بأعمالهم الحسنة. وتعلقت الجهمية والمعتزلة بهذه الآية، استدلوا منها على إن اللّه بكل مكان قالوا لمّا قال {وَهُوَ مَعَهُمْ} ثبت إنه بكل مكان لأنه قد اثبت كونه معهم وقال لهم حق قوله وهو معهم إنه يعلم ما يقولون ولا يخفى عليه فعلهم لأنه العالم بما يظهره الخلق وبما يستره، وليس في وله وهو معهم ما يوجب انه بكل مكان لأنه قال {مَّن فِى السَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض فَإِذَا} ولم يرد قوله انه في السماء يَعني غير الذات لأن القول : أنّ زيداً في موضع كذا من غير أن يعتد بذكر فعل أو شيء من الأشياء لايكون إلاّ بالذات، وقال تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب) وقال : {يُدَبِّرُ الأمر مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الأرض} فأخبر أنه (يرفع) الأشياء من السماء ولا يجوز أن يكون معهم بذاته ثم يدبر الأمر من السماء وإليه يصعد الكلم الطيب، ولو كان قوله (وهو معهم إذ يقولون ما لا يرضى من القول) ثم أقبل على قوم طعمة وقال |
﴿ ١٠٨ ﴾