١٤٠{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ} يا معشر المسلمين بمكة {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الْكِتَابِ أَنْ إِذَا} يعني القرآن {يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فلا تقعدوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ} أي يأخذوا في حديث غير الإستهزاء بمحمد وأصحابه والقرآن. وذلك إن المنافقين كانوا يجلسون إلى أحبار اليهود فيستهزئون بالقرآن ويكذبون به ويحرفونه عن مواضعه فنهى اللّه تعالى المسلمين عن مجالستهم ومخالطتهم، والذي نزل في الكتاب قوله تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} الآية. الضحاك عن ابن عباس : ودخل في هذه الآية كل محدث في الدين، وكل مبتدع إلى يوم القيامة. الكلبي عن أبي صالح : صح هذا القول بقوله عز وجل وما على الذين يتقون الشرك والاستهزاء من حسابهم من شيء ولكن ذكرى أي ذكروهم وعظوهم بالقرآن لعلهم يتقون الاستهزاء بمحمّد والقرآن {إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ} إذا قعدتم عندهم فأنتم إذاً مثلهم {إِنَّ اللّه جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا} |
﴿ ١٤٠ ﴾