١٦٢

{لَّاكِنِ الرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ مِنْهُمْ} يعني ليس أهل الكتاب كلّهم كما ذكرنا لكن الراسخون التائبون المناجون،

في العلم {لَّاكِنِ الرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ} .

واختلفوا في وجه انتصابه.

فقالت عائشة وأبان بن عثمان : هو غلط من الكاتب،

ونظيره قوله : {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى} وقوله تعالى : {إِنْ هذانِ لَسَاحِرَانِ} وقال بعض النحويين : هو نصب على المدح والعرب تفعل ذلك في صفة الشيء الواحد إذا تطاولت بمدح أو ذم خالفوا من اعراب أوله وأوسطه،

نظيره قوله {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَآءِ} وقيل : نصب على فعل،

تقديره : اعني المقيمين،

على معنى : أذكر النازلين وهم الطيبون.

وقال قوم : موضعه خفض،

واختلفوا في وصفه،

قال بعضهم : معناه : لكن الراسخون في العلم منهم ومن المقيمين الصلاة،

وقيل معناه : يؤمنون بما أُنزل إليك وإلى المقيمين الصلاة،

وقال بعضهم : يؤمنون بما أُنزل إليك من الكتاب والمقيمين الصلاة.

ثم اختلفوا فيهم من هم؟

فقيل : هم الملائكة،

وقيل : هم الأنبياء،

وقيل : هم المؤمنون،

وقيل : مؤمنوا أهل الكتاب وهم الراسخون.

﴿ ١٦٢