١٣ومنه قيل للظهر : سواء {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ} أي فبنقضهم وما فيه ما المصدر، وكلّ ما ورد عليك من هذا الباب فهو سبيله. قال قتادة : نقضوه من وجوه : كذّبوا الرسل الذين جاؤا بعد موسى فقتلوا أنبياء اللّه ونبذوا كتابه وضيّعوا فرائضه. قال سلمان : إنما هلكت هذه الأمّة بنكثها عهودها. {لَعَنَّاهُمْ} قال ابن عباس : عذّبناهم بالجزية. الحسن ومقاتل : بالمسخ عطاء أبعدناهم من رحمتنا {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} . قرأ يحيى بن رئاب وحمزة والكسائي قسّية بتشديد الياء من غير ألف. وهي قراءة النخعي، وقرأ الأخفش : قسية بتخفيف الياء على وزن فعلية نحو عمية وشجية من قسى يقسي لا من قسى يقسو، وقرأ الباقون : قاسية على وزن فاعلة، وهو اختيار أبو عبيدة، وهما لغتان مثل العلية والعالية والزكية والزاكية. قال ابن عباس : قاسية يائسة، وقيل : غليظة لا تلين، وقيل : متكبرة لا تقبل الوعظ، وقيل : ردية فاسدة، من الدراهم القسية وهي الودية المغشوشة {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} قرأه العامّة بغير ألف، وقرأ السلمي والنخعي : الكلام بالألف {ونسوا حضاً ممّا ذكّروا به} وتركوا نصيب أنفسهم مما أمروا به من الإيمان بمحمد (صلى اللّه عليه وسلم) وبيان نعمته {وَلا تَزَالُ} يا محمد {تَطَّلِعُ عَلَى خَآنَةٍ مِّنْهُمْ} . وإختلفوا في الخائنة : قال المبرّد : هي مصدر، كالكاذبة، واللاّغية، وقيل : هي إسم كالعاقبة والمعاقبة، وقيل : هي بمعنى المبالغة، والهاء هنا للمبالغة مثل : راوية وعلامة ونسابة. قال الشاعر : حدّثت نفسك بالوفاء ولم تكن للغدر خائنة مغلّ الإصبع ويجوز أن يكون جمع الخائن كقولك فرقة كافرة وطائفة خارجة. قال ابن عباس : خائنة أي معصية، وقيل : كذب وفجور، وكانت خيانتهم نقضهم العهد ومظاهرتهم المشركين على حرب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وهمهم بقتله وسمّه ونحوها من عمالتهم وخيانتهم التي أخبرت {إلاّ قيلاً منهم} لم يخونوا أو لم ينقضوا العهد، (من) أهل الكتاب {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وهذا منسوخ بآية السيف. |
﴿ ١٣ ﴾