١١٣

وكل شيء حسّنته وزينته فقد زخرفته ثم {ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى} أي ولكي تميل.

وقال ابن عباس : ترجع يقال : صغى يصغى صغاً وصغى يصغى ويصغو صغواً وصغواً إذا مال.

قال الفطامي :

أصغت إليه هجائن بنحدودها

آذانهن تلى الحداة السوق

ترى عينها صغواء في جنب ماقها

تراقب كفي والقطيع المحرما

{إِلَيْهِ} يعني إلى الزخرف والغرور،

ويقال : صغو فلان معك،

وصغاه معك أي ميله وهواه.

وقرأ النجعي : ولتصغي بضم التاء وكسر الغين أي تميل،

والإصغاء الإمالة. ومنه الحديث إن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) كان يصغي الإناء للّهرة.

{أَفْدَةُ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة} الأفئدة جمع الفؤاد مثل غراب وأغربة {وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} أي وليكتسبوا ما هم مكتسبون.

وقال ابن زيد : وليعملوا ما هم عاملون. يقال : إقترف فلان مالاً أي اكتسبه،

وقارف فلان هذا الأمر إذا واقعه وعمله،

قال اللّه تعالى {وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً} .

قال لبيد :

وإني لآتي ما أتيت وإنني

لما اقترفت نفسي عليَّ لراهب

وقيل : هو من التهمة يقال : قرفه بسوء إذا اتهمه به.

قال رؤبة :

أعيا اقتراف الكذب المقروف

تقوى التقيّ وعفّة العفيف

﴿ ١١٣